المحلية

الوكالة الوطنية للاعلام
الجمعة 30 أيار 2025 - 12:05 الوكالة الوطنية للاعلام
الوكالة الوطنية للاعلام

العدوان الإسرائيلي قد يتحوّل إلى "روتين يومي"... فضل الله يُحذّر

العدوان الإسرائيلي قد يتحوّل إلى "روتين يومي"... فضل الله يُحذّر

ألقى العلّامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وجمهور واسع من المصلّين. وقد تضمّنت خطبته السياسية مواقف لافتة تناول فيها التطورات الإقليمية، مع التركيز على التصعيد الإسرائيلي والضغوط الدولية على لبنان.


استهلّ السيّد فضل الله خطبته بتوصية عباديّة، داعيًا إلى إحياء الأيّام العشر من ذي الحجّة، لما لها من فضل وميزة في الشريعة، مشيرًا إلى استحباب الصيام فيها، وأداء ركعتين بين المغرب والعشاء، وقراءة سورة الفاتحة والتوحيد، وآية {وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ}، بالإضافة إلى إحياء يوم عرفة المقبل، الخميس، بالدعاء والذكر، رغم أن هذا اليوم لا يقتصر على الحجاج فقط، بل يُستحب إحياؤه من الجميع. وقال: "يُتوَّج هذا اليوم بيوم العيد الذي هو يوم فرح وسرور للذين أحسنوا العمل وأدّوا ما دُعوا إليه".


انتقد فضل الله بشدة التصعيد الإسرائيلي المتواصل، وقال: "نشهد يوميًا عمليات اغتيال عبر طائرات مسيّرة تطال المواطنين في منازلهم أو أثناء تنقّلهم، إلى جانب الغارات الجوية كما حصل أمس في الجنوب والبقاع، والاستباحة البرّية لعدد من القرى الحدوديّة، والاستهداف المتكرّر للراغبين في العودة إلى قراهم، في وقت يرفع فيه جيش العدو علم كيانه على التلال التي لا يزال يحتلّها، لتثبيت احتلاله لها".


وأضاف: "كل هذا يحصل رغم التزام الجيش اللبناني والمقاومة الكامل بقرار وقف إطلاق النار الذي تمّ بضمانة دولية، من دون أن تقوم الدول الراعية لهذا القرار بالدور المفترض منها لردع هذا العدو والضغط عليه".


شدّد فضل الله على ضرورة أن تتحمّل الدولة مسؤوليتها قائلًا: "لا نريد أن نحمّل الدولة ما لا تستطيع تحمّله، ونحن نعي واقع الجيش اللبناني والقدرات التي يمتلكها، ولكن هذا لا يعني ألّا تتحرّك الدولة بقوّة، عبر الإعلام والدبلوماسية، لفضح ممارسات هذا العدو في المحافل الدولية، وهو أضعف الإيمان".


وأعرب عن أسفه لغياب أي تحرّك جدّي حتى الآن، معتبرًا أن "العدو بات يشعر بأنّ اعتداءاته اليومية أصبحت روتينًا، ما يسهّل عليه التمادي في جرائمه".


وفي معرض حديثه عن الضغوط الدولية، قال فضل الله: "نعي جيدًا أن هناك من يطرح شروطًا على لبنان مثل عدم إعادة الإعمار والاستقرار الاقتصادي قبل نزع سلاح المقاومة. هؤلاء لا يسعون إلى سيادة الدولة، بل إلى إنهاء سلاح هو عنصر قوّة وضغط في وجه العدو، من دون تقديم أي ضمانات بانسحاب هذا العدو من الأراضي اللبنانية المحتلة".


ودعا اللبنانيين إلى الوحدة في مواجهة هذه الضغوط: "ليكن هذا الضغط دافعًا لكل اللبنانيين، رسميين وشعبيين، للتوحّد خلف الموقف العادل والمحِقّ للبنان، الذي يدعو إلى تنفيذ العدو التزاماته. أمّا الحديث عن سلاح المقاومة، فهو شأن داخلي يمكن للبنانيين معالجته بالحوار المسؤول والهادئ".


نوّه فضل الله بكلّ من دعا إلى الضغط على "إسرائيل" للانسحاب من الأراضي اللبنانية بدلًا من مطالبة لبنان بسحب سلاحه. ودعا إلى الحفاظ على خطاب وطني مسؤول يضمن الوحدة، ورفض أي خطاب استفزازي يؤدّي إلى التوتير الطائفي أو المذهبي.


في الشأن الداخلي، تطرّق فضل الله إلى نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية، قائلًا: "لقد عبّر اللبنانيون عن خياراتهم، وعلى الفائزين أن يحملوا الأمانة بإخلاص، ويتجاوزوا حساسيات التنافس العائلي والسياسي والحزبي، ويجعلوا همّهم الأول هو الإنماء وتقديم نموذج للعمل البلدي المسؤول".


وفي ختام خطبته، تناول السيّد فضل الله الوضع في فلسطين، معتبرًا أن العدو "يواصل سياسة الحصار والتجويع بحقّ غزّة، بهدف تيئيس أهلها ودفعهم إلى ترك أرضهم، ويستكمل هذه السياسة في الضفّة الغربية من خلال الاقتحامات المتواصلة وتوسيع الاستيطان، تمهيدًا لضمّها إلى كيانه".


وأشاد ببعض المواقف الدولية التي بدأت ترفع الصوت ضد حرب الإبادة، لكنه اعتبر أنها لا تزال دون المستوى المطلوب: "صحيح أنّ هناك بعض الأصوات، لكنها لا ترتقي إلى الضغط الحقيقي الذي يُجبر العدو على مراجعة حساباته، ما يشجّعه على الاستمرار في حرب الإبادة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة