أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية بياناً مشتركاً عبّرتا فيه عن رفضهما لما ورد في تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتهم إيران بتنفيذ أنشطة نووية "سرية". وجاء في البيان، بحسب ما نقلت وكالة "إرنا"، أن "إعادة طرح مزاعم لا أساس لها وتكرارها في التقرير، إلى جانب القلق المبالغ فيه بشأنها، لا يضفي شرعية على هذه الاتهامات، بل يشكل ذريعة لحملات سياسية ضد الجمهورية الإيرانية".
وأعرب البيان عن الأسف لأن التقرير، رغم اعترافه بالتعاون الإيراني، "لم يعكس مستوى التعاون الحقيقي"، وندد بـ"الاعتماد الواسع على وثائق مضللة"، قدمتها إسرائيل "لإعادة إحياء اتهامات سابقة لا تستند إلى أدلة".
وأكد البيان أن الاتهامات تركزت على مزاعم بوجود مواقع أو أنشطة نووية غير معلنة تعود إلى عقود مضت، مشيراً إلى أن طهران أوضحت مراراً أنها لا تملك أنشطة نووية غير مصرح بها، وقدمت كل التوضيحات والمعلومات المطلوبة للوكالة بشأن المواقع المذكورة.
وأشار البيان أيضاً إلى أن التقرير تضمن "إشارات لمواضيع ثانوية وغير مرتبطة بمهام الوكالة، وخلط بين الالتزامات القانونية لإيران بموجب المعاهدة والالتزامات الطوعية المنبثقة عن الاتفاق النووي، ما يمثل خللاً جوهرياً في التقييم".
وختم البيان بالتعبير عن "أسفها العميق إزاء افتقار المدير العام للوكالة للحياد وتجاهله النهج المهني، متأثراً بالضغوط السياسية في إعداد ونشر هذا التقرير". كما شدد على أن "الأسلحة النووية ليست لها مكان في العقيدة الدفاعية الإيرانية"، وأن "برنامج التخصيب الإيراني مخصص للأغراض السلمية فقط، ويخضع للإشراف الكامل من جانب الوكالة".
وأكد البيان أن إيران ستتخذ "التدابير المناسبة رداً على أي محاولة لإساءة استخدام تعاونها مع الوكالة أو التقرير خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة، من أجل حماية حقوقها ومصالحها المشروعة، وستحمّل البلدان المعنية عواقب مسؤولياتها".
وكان دبلوماسيون مطلعون أشاروا إلى استعداد القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، للضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإصدار إعلان رسمي بعدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية، في خطوة قد تفاقم التوترات مع طهران. ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين، المكوّن من 35 دولة، في 9 حزيران المقبل.
وفي تقرير سري اطلعت عليه رويترز، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها في ثلاثة مواقع كانت قيد التحقيق منذ فترة طويلة. وأوضح التقرير أن هذه المواقع، ومواقع أخرى محتملة ذات صلة، كانت جزءاً من برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير معلن عنها.
كما كشف التقرير أن طهران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، موضحاً أن إيران خزنت حتى 17 أيار كمية بلغت 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، بزيادة قدرها 133.8 كيلوغرام منذ آخر تقرير في شباط. وأضاف التقرير أن إيران جمعت كمية إضافية من اليورانيوم المخصب بنسبة قريبة من المستخدمة في سلاح نووي، داعياً طهران إلى التعاون مع التحقيقات.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تجري طهران وواشنطن جولات متعددة من المحادثات بشأن اتفاق نووي محتمل يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل إليه.