في ردٍّ لافت على تصريح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الذي وصف فيه إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على زيادة الإنفاق العسكري بـ"الحب القاسي"، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الدول الأوروبية بالفعل عززت إنفاقها الدفاعي، لكن بدفع من سياسات ترامب المتكررة بهذا الصدد.
وفي كلمة لها خلال منتدى "شانغريلا" الدفاعي في سنغافورة، أمس السبت، دعت كالاس إلى تعزيز العلاقات بين الحلفاء في مواجهة تصاعد القوة الاقتصادية والعسكرية للصين. وعند سؤالها عن تعبير "الحب القاسي" الذي استخدمه هيغسيث، ردّت ممازحة: "ومع ذلك، إنه حب، لذا فهو أفضل من اللاحب".
وأضافت كالاس أن العلاقة بين بروكسل وواشنطن "لم تنقطع يومًا"، مؤكدة أنها تحدثت إلى وزير الدفاع الأميركي يوم الجمعة، واصفة خطابه بأنه كان "إيجابيًا جدًا تجاه أوروبا"، وقالت: "بالتأكيد، هناك بعض الحب".
وشددت المسؤولة الأوروبية على أن أمن أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ مترابطان بشكل وثيق. وقدّمت كالاس أوكرانيا مثالًا حيًّا على ذلك، مشيرة إلى وجود مقاتلين من كوريا الشمالية إلى جانب روسيا، ودعم صيني متزايد لموسكو بالعتاد العسكري.
وأضافت: "إذا كنتم قلقين من الصين، فعليكم أن تقلقوا أيضًا من روسيا"، مؤكدة وجود "رسائل قوية جدًا" في خطاب الوزير الأميركي بهذا الشأن.
ورفضت كالاس الفصل بين اهتمام واشنطن بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ وتركيز أوروبا على محيطها الإقليمي، معتبرة أن مواجهة الهيمنة الاقتصادية الصينية تتطلب تعاونًا استراتيجيًا مع "شركاء يشبهوننا في التفكير"، مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا، ونيوزيلندا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد واصل خلال الأسابيع الأخيرة الضغط على الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لرفع إنفاقها الدفاعي ليصل إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي، متوعدًا الدول "الطفيليّة"، بحسب وصفه، بأن واشنطن لن تتسامح معها بعد الآن.
الـــمــــزيــــــــــد
