اقليمي ودولي

العربية
الاثنين 02 حزيران 2025 - 13:47 العربية
العربية

تحت غبار الحرب على غزة... نتنياهو يسرّع خطة ضم الضفة

تحت غبار الحرب على غزة... نتنياهو يسرّع خطة ضم الضفة

في ظلّ انشغال العالم بالحرب الدامية على قطاع غزة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفيذ خطة متسارعة لفرض السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، وفق ما كشف تقرير جديد لصحيفة "هآرتس" العبرية.


وأكد التقرير أن نتنياهو يعمل "بهدوء وبخطى متسارعة" على ضمّ الضفة الغربية بحكم الأمر الواقع، مستفيدًا من انشغال المجتمع الدولي بالحرب، ومراهناً على بقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، لتجنّب الضغوط السياسية من واشنطن. ولفت إلى أنّ هذه الخطة لم تولد مع الحرب، بل تعود إلى ما قبل السابع من تشرين الأول، إلا أنّ العدوان المستمر على غزة شكّل فرصة مثالية لتسريع وتيرة التنفيذ.


بحسب الصحيفة، تترافق هذه الخطة مع خطوات متزامنة وممنهجة أبرزها: الإعلان عن بناء 22 مستوطنة جديدة، معظمها في مناطق حساسة استراتيجياً، لا سيما على طول الحدود مع الأردن، إضافة إلى شرعنة بؤر استيطانية معزولة كانت حتى الأمس غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي نفسه.


كما تشمل الخطوات توسيع شبكة الطرق الالتفافية التي تخترق الضفة الغربية، في محاولة لتكريس واقع استعماري دائم، يعزل المدن الفلسطينية ويمنح المستوطنين حرية الحركة والسيطرة.


وبحسب "هآرتس"، فإنّ هذه الإجراءات لا تترافق مع أي نية لمنح الفلسطينيين في تلك المناطق الحقوق المدنية أو الجنسية أو حتى حقّ التصويت، ما يعكس نية واضحة بترسيخ نظام فصل عنصري يخالف المبادئ الدولية.


وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرّت، الخميس الفائت، خطة إنشاء المستوطنات الجديدة، في قرار وصفته مصادر إسرائيلية بأنه "الأكثر أهمية منذ عام 1967". القرار جاء بتنسيق مباشر بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ويقضي بإلغاء مفاعيل قانون "فك الارتباط" شمال الضفة، الذي صدر عام 2005 وتم بموجبه تفكيك أربع مستوطنات آنذاك.


ويشمل القرار تقنين البؤر الاستيطانية العشوائية، وتحويلها إلى مستوطنات رسمية، وهو ما تعتبره جهات دولية وإقليمية تصعيدًا خطيرًا من شأنه تقويض أي أمل بعملية سياسية جدّية.


وفي خطوة أثارت امتعاضًا عربيًا واسعًا، منعت إسرائيل وفدًا ضمّ وزراء خارجية عربًا من زيارة مدينة رام الله في الضفة الغربية، ما فسّرته أوساط فلسطينية على أنه رسالة متعمّدة لتكريس عزل السلطة الفلسطينية، وتقويض أي مبادرة وساطة عربية.


ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه الخطوات المتسارعة إلى صدام دبلوماسي مفتوح مع عدد من العواصم الأوروبية والعربية، بل ومع واشنطن نفسها، خصوصاً في حال تغيّرت مواقف الإدارة الأميركية أو حدث تبدّل سياسي في البيت الأبيض.


يُذكر أن الضفة الغربية تشهد منذ سنوات تصاعدًا في التوتر، مع تنامي الاعتداءات اليومية التي يشنّها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون على القرى والمدن الفلسطينية، ما أدى إلى استشهاد عشرات المدنيين وتهجير مئات العائلات، وسط صمت دولي شبه كامل.


وتُشكّل هذه الخطوات تصعيدًا إضافيًا في مشروع السيطرة الإسرائيلية الشاملة على الضفة، في ظلّ غياب أي أفق سياسي، وغياب موقف عربي موحّد قادر على التأثير الفعلي في المشهد.


ويرى مراقبون أن مشروع الضم المتسارع هذا لا يهدد فقط الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم، بل ينسف أيضًا أي إمكانية للاستقرار الإقليمي، ويعيد إلى الواجهة خطر اندلاع موجات عنف أوسع تشمل الضفة والقدس وغزة في آن.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة