لم تهدأ العاصفة التي أثارتها المعلومات المتداولة عن اتجاه الإدارة الأميركة لتغيير نائبة الموفد الرئاسي الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتيغاس، حيث يُعرب الكاتب والمحلل السياسي وسام يافي في واشنطن، عن مفاجأته لهذا التوجه، معتبراً أن قرار إعفائها قد يعود إلى خسارتها ما يسمّى ب"كارت بلانش" من إدارتها، من أجل اعتماد "سياسة صهيونية في لبنان"، وهو ما ظهر جلياً عند زيارتها الأولى إلى بيروت حيث أنها خلال لقائها مع رئيس الجمهورية جوزف عون، كانت ترتدي خاتماً يحمل رمزاً يهودياً.
ويقول المحلل يافي في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت" إن "شرخاً قد حصل بين السياسة الصهيونية وبين السياسة الأميركية وبشكل خاص بين الرئيس دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، وبالتالي، فإن تغيير أورتيغاس قد يحمل دلالةً على السياسة الأميركية الجديدة".
ورداً على سؤال حول الشخصية التي قد تتسلم الملف اللبناني، فيلفت يافي إلى أن "النقاش لم يستقر على شخصية معينة ولكنه يأمل أن تكون شخصية من أصل لبناني، أو حتى إذا كانت أميركية، فأن لا تكون صهيونية".
وعن تأثير استبدال أورتيغاس على الإتجاهات الأميركية وعلى الأجندة اللبنانية، فيقول يافي إن "مسألة نزع السلاح غير الشرعي وحصره بيد الشرعية، تبقى العنوان الأميركي، ولكن المشكلة تبقى في عدم تسهيل واشنطن لهذه العملية، ذلك أنه في ظل ما يحصل في غزة من مجازر إسرائيلية وبعد صدور تقرير عن بناء مستوطنات في الضفة الغربية، فإن حاملي السلاح في لبنان، سيستخدمون هذه الذريعة للإبقاء على هذا السلاح بنتيجة الجرائم الصهيونية، ما سيساهم في جعل مهمة الدولة اللبنانية في نزع السلاح غير الشرعي، مهمةً بالغة الصعوبة".
ولذا، فإن التغيير المثالي في اختيار الشخصية التي ستتولى ملف لبنان.
ويضيف، هو أن يكون "لبناني الأصل، أي شخصيةً تشبه شخصية فيليب حبيب الذي أوفدته واشنطن في العام 1982 إلى بيروت، والذي اعتمد سياسةً أوصلت إلى خروج الجيش الإسرائيلي من بيروت، رغم استمرار احتلاله لجزء من أراضي الجنوب".
وبالتالي يعتبر يافي أن الشخصية اللبنانية الأصل، ستكون قادرة على مراعاة الظروف اللبنانية بطريقة أفضل كما مراعاة الظروف الأميركية من ناحية التغييرات الصهيونية بطريقة أفضل، وذلك إذا تغيرت السياسة الأميركية كما هي الحال اليوم مع الرئيس ترامب الذي بات يرفض الإجرام ضد الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية.
كذلك يؤكد يافي أن مثل هذه الشخصية "ستؤمن تواصلاً أفضل بين واشنطن وبيروت، وعليه، فكلما تعزز دور الدولة اللبنانية واقتربت من السياسة الخارجية الأميركية التي لا تعارض مصالح لبنان، عندها سينجح لبنان في الضغط على المجتمع الدولي وعلى واشنطن، لكي تضغط بدورها على إسرائيل للإنسحاب من المواقع التي لا تزال تحتلها في الجنوب، لأنه بعد الإنسحاب، سيصبح من الصعب على حاملي السلاح أن يرفضوا تسليمه".