ظهرت كتائب "محمد الضيف" للمرة الأولى على ساحة العمل العسكري ضد إسرائيل، مركزّة نشاطها في الجولان السوري المحتل، حيث نفذت عمليات قصف استهدفت القوات الإسرائيلية هناك. وجاء تأسيس هذا الفصيل المسلح الفلسطيني الجديد تخليداً لذكرى القائد العسكري الراحل محمد الضيف، الذي كان القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، حتى استشهاده في كانون الثاني 2025.
وأصدرت الكتائب بيانها التأسيسي، جاء فيه: "من قلب فلسطين المحتلة نعلن عن تأسيس كتائب الشهيد محمد الضيف وفاءً للدماء الطاهرة وامتدادًا لطريق المقاومة المستمر". وأضاف البيان: "نحن جيل ولد تحت القصف وشبّ على صوت البنادق، ولن نقبل بالعيش في ذل أو خنوع، فإما حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا".
وجاء في الرسالة الموجهة إلى إسرائيل: "سنكون سيفًا مسلطًا على رقابكم أينما كنتم، ستجدوننا هناك، نقاتلكم بكل ما نملك". وأكد الفصيل الجديد أنه "ليس حزبًا ولا تنظيمًا، بل فعل ثوري مقاوم حر، ينبض في كل شارع ومخيم وزقاق، ويحمل صدى كل صرخة من تحت الركام، من غزة إلى الضفة، من القدس إلى الداخل المحتل".
واختتم البيان: "إلى كل أراضينا السليبة، صوتنا واحد: لا صمت بعد اليوم.. والميدان لنا".
الشهيد محمد الضيف، المولود عام 1965 في غزة، كان من أبرز قادة المقاومة الفلسطينية وقاد كتائب القسام منذ عام 2002 بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة. عُرف بدوره الحاسم في تطوير القدرات العسكرية للكتائب، من صواريخ وأنفاق، كما تعرض لمحاولات اغتيال إسرائيلية متعددة فاشلة. في كانون الثاني 2025، استشهد خلال معارك "طوفان الأقصى" في قطاع غزة، إلى جانب 6 من كبار قادة الحركة، بينهم نائبه مروان عيسى وقائد ركن الأسلحة غازي أبو طماعة وقائد لواء خان يونس رافع سلامة، الذين سقطوا أثناء قيادتهم للمعارك أو في اشتباكات مباشرة مع الجيش الإسرائيلي.
هذا الإعلان عن تشكيل كتائب "محمد الضيف" يفتح فصلاً جديدًا في مسيرة المقاومة الفلسطينية، خاصة في الجولان المحتل، ليؤكد استمرار النضال وتصاعد المقاومة في مواجهة التحديات الإسرائيلية.