تشهد محافظة السويداء تطورات لافتة منذ أيام، إذ تناقلت وسائل إعلام سورية خبرًا يفيد بمقتل هند زهر الدين، زوجة العميد السابق في الحرس الجمهوري السوري عصام زهر الدين، على يد ابنها يعرب، إثر خلاف عائلي، وفقًا لما نقلته بعض المصادر القريبة من العائلة.
وأشارت المعلومات المتداولة إلى أن الجريمة وقعت لأسباب عائلية خاصة، من دون أن يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي من السلطات السورية أو من أفراد العائلة.
وتأتي هذه الأنباء بعد أيام من تداول صفحات سورية على "فيسبوك" صورًا ومقاطع فيديو تظهر لحظة حرق ما قيل أنه ضريح العميد الراحل عصام زهر الدين في السويداء. وقد أظهرت المقاطع تصاعد ألسنة اللهب من بناء حجري، وسط تعليقات وصفت زهر الدين بـ"المجرم"، واستحضرت مقولته الشهيرة: "نصيحة من هالذقن لا ترجعوا"، في إشارة إلى دعوته اللاجئين السوريين لعدم العودة إلى البلاد، خلال تصريح بثته قناة "الإخبارية السورية" قبيل مقتله في العام 2017.
ورغم انتشار صور الحادثة وردود الفعل الغاضبة، لم يصدر أي بيان رسمي يوضح ملابسات الحريق أو الجهات التي تقف خلفه، وسط تضارب في الروايات حول خلفيات الحادثتين المتقاربتين زمنيًا، ما يعزّز مناخ الشكوك في محافظة السويداء.
العميد عصام زهر الدين، من مواليد محافظة السويداء في العام 1961، برز كواحد من الوجوه العسكرية البارزة في صفوف النظام السوري، خصوصًا خلال المعارك ضد المعارضة في حمص، ثم خلال الحصار الطويل لدير الزور، حيث تولّى قيادة العمليات ضد فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم داعش.
وقد أثارت صوره المتكررة في الإعلام الرسمي السوري، والتي ظهر فيها إلى جانب جثث مقاتلين معارضين، ردود فعل واسعة وانتقادات دولية، لا سيما من منظمات حقوقية اتهمته بارتكاب انتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
في 18 تشرين الأول 2017، أعلنت السلطات السورية مقتله نتيجة انفجار لغم زرعه تنظيم داعش في منطقة حويجة صكر بدير الزور. إلا أن معارضين أشاروا في حينه إلى فرضية "تصفية داخلية"، على خلفية صراعات بين أجنحة متنافسة داخل النظام.
وبين الغموض الذي لفّ مقتله، ثم الحادثتين المتعلقتين بحرق ضريحه ومقتل زوجته، يستمر اسم زهر الدين في إثارة الجدل، حتى بعد رحيله، وسط صمت رسمي مطبق يزيد من علامات الاستفهام.
الـــمــــزيــــــــــد
