نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين أن الرد الروسي الكبير الذي توعد به الرئيس فلاديمير بوتين عقب الهجوم الأوكراني بطائرات مسيّرة على قواعد جوية داخل روسيا لم يبدأ فعليًا حتى الآن، رغم التوتر المتصاعد، مرجّحين أن يكون الرد شاملًا ومدمّرًا ومتعدد الجوانب.
ووفق التقديرات الأميركية، قد تتأخر الضربة الروسية الكبرى أيامًا معدودة، لكنها ستكون غير تقليدية من حيث الوسائل والأهداف، وتشمل صواريخ وطائرات مسيّرة وقد تطال منشآت حساسة داخل الأراضي الأوكرانية.
قال أحد المسؤولين الأميركيين إن الرد الروسي سيكون "غير متكافئ"، في إشارة إلى أنه لن ينسخ بالضرورة نمط الهجوم الأوكراني الأخير، بل سيتجاوز ذلك، ليشكّل رسالة مباشرة وقاسية لكييف.
ووفق مصدر دبلوماسي غربي، قد يكون الرد بدأ جزئيًا، لكنه مرشّح للتصاعد، وقد يشمل ضرب أهداف رمزية وسيادية في أوكرانيا، مثل المقرات الحكومية، بهدف التأثير النفسي والردع.
رجّح مايكل كوفمان، الباحث في الشأن الروسي لدى "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي"، أن تحاول روسيا معاقبة جهاز الأمن الأوكراني (SBU) لدوره في التخطيط لهجوم الطائرات المسيّرة. ولفت إلى احتمال استخدام صواريخ باليستية متوسطة المدى، واستهداف مقرات استخبارات أوكرانية أو منشآت تصنيع السلاح.
لكن كوفمان حذّر من أن خيارات روسيا "قد تكون محدودة"، مشيرًا إلى أن موسكو تستنزف جزءًا كبيرًا من قدراتها العسكرية في العمليات الجارية حاليًا، ما قد يؤثر على حجم التصعيد المنتظر.
وكانت أوكرانيا نفذت الأحد الماضي عملية جريئة أُطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت"، استخدمت خلالها 117 طائرة مسيّرة أُطلقت من عمق الأراضي الروسية، واستهدفت قواعد عسكرية حساسة، في واحدة من أضخم الضربات الجوية منذ اندلاع الحرب.
وقدّرت واشنطن أن الهجوم أصاب حتى 20 طائرة حربية روسية، نُدّرت منها 10 على الأقل، رغم أن موسكو نفت رسميًا ذلك، مؤكدة أن الأضرار ستُعالج. في المقابل، تحدث مدوّنون عسكريون روس عن تدمير أو تضرر نحو 12 طائرة، بعضها من طراز قادر على حمل رؤوس نووية.
وبحسب "رويترز"، فإن الهجوم تم التحضير له خلال 18 شهرًا، واستخدمت فيه مسيّرات تم تهريبها داخل شاحنات قرب القواعد الجوية، ما شكل ضربة رمزية ونفسية قوية لروسيا.
الـــمــــزيــــــــــد
