نفّذت الاستخبارات الإيرانية ما وصفته بـ"أكبر ضربة استخباراتية في تاريخ تل أبيب"، وفق ما أوردته وسائل إعلام إيرانية، مشيرة إلى أن العملية مكّنت طهران من الوصول إلى "وثائق استراتيجية" تتعلق بالقدرات النووية الإسرائيلية.
تأتي هذه العملية في وقت تواجه فيه طهران ضغوطًا متصاعدة من الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تهدّد بمهاجمة منشآت إيران النووية. كما تسلط العملية الضوء على أحد أكثر برامج الأسلحة الذرية سرّية في العالم، وهو البرنامج النووي الإسرائيلي.
تُعدّ إسرائيل واحدة من أربع دول تمتلك ترسانة نووية عسكرية من دون أن تعترف رسميًا بذلك، كما أنها لا توقّع على معاهدة حظر الانتشار النووي أو أي اتفاقيات متعلقة بالأسلحة النووية.
وتُشير وسائل إعلام أميركية إلى أن الغموض الذي تنتهجه إسرائيل بشأن ترسانتها النووية يخدم مصالحها الاستراتيجية، مع تأكيدها أن تل أبيب لن تعلن نفسها قوة نووية في المستقبل.
حصلت إسرائيل في خمسينيات القرن الماضي على مفاعل ماء ثقيل ومفاعل لتخصيب اليورانيوم من فرنسا، وتم إنشاء المنشأة في صحراء ديمونة، لتشكّل نواة القدرات النووية الإسرائيلية. وبقي البرنامج سريًا حتى ثمانينيات القرن الماضي، حين كشف المهندس موردخاي فعنونو، الذي عمل في مفاعل ديمونة، تفاصيل حول قدرات إسرائيل النووية.
وفي 2011، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية تسريبات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيها إنه يجب على إسرائيل إعلان نفسها قوة نووية إذا ما حصلت إيران على سلاح نووي. وفي 2016، تحدّث عن قدرة غواصات "دولفين" الإسرائيلية على استخدام الأسلحة النووية ضد طهران.
وتُشير بيانات "جمعية علماء الذرة الأميركيين" (FAS) في كانون الثاني 2025 إلى أن إسرائيل تمتلك 90 رأسًا نوويًا حربيًا، جميعها معدّة للاستخدام العسكري، ومجهزة على منصات إطلاق في حالة نشطة أو غير نشطة.
وتذكر الجمعية أن هناك 3 دول أخرى تمتلك أسلحة نووية دون إعلان رسمي، وهي كوريا الشمالية، الهند، وباكستان، في حين تعترف 5 دول فقط بامتلاكها لقدرات نووية، وهي: روسيا، الولايات المتحدة، الصين، بريطانيا، وفرنسا.
ويُقدّر إجمالي عدد الرؤوس النووية عالميًا في 2025 بـ 12400 رأس، نحو 90% منها بحوزة روسيا والولايات المتحدة، اللتين تمتلكان معًا 9700 قنبلة نووية.
أعلن وزير الأمن الإيراني إسماعيل خطيب، اليوم الأحد، أن "الوثائق التي حصلت عليها إيران من داخل إسرائيل تتعلق بمنشآتها النووية"، مؤكدًا أن "العملية كانت شاملة ومعقّدة، وتم التخطيط لها بدقة عالية". ووصف الوثائق التي تم الوصول إليها بأنها "كنز استراتيجي بالغ الأهمية".
وفي مقابل ذلك، يواصل مسؤولون إسرائيليون، منذ سنوات، التأكيد على منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وهو ما أعاد تأكيده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تعهّد في نيسان الماضي، بتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل.
من جهته، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية ضد طهران إذا لم توقف برنامجها النووي، مؤكّدًا في الوقت نفسه على الدور الحاسم الذي تلعبه إسرائيل في هذا الصدد.
وتُصرّ الولايات المتحدة على مواصلة المفاوضات مع إيران لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي، في حين تشدّد طهران على أنها لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم وامتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية، نافية أي نية لتطوير أسلحة نووية.