أبلغ تياغو أفيلا، عضو لجنة ائتلاف "أسطول الحرية"، عن تعطل أجهزة الملاحة في السفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة، اليوم الأحد، متهماً إسرائيل بمحاولة "إيقافهم أو مهاجمتهم".
وفي فيديو نشره عبر منصة "إكس"، قال أفيلا: "وفقًا لنظامنا الملاحي، لم نعد على بُعد 162 ميلًا بحريًا (نحو 260 كيلومتراً) من غزة، وهو الموقع الذي نحن فيه فعلياً. نحن في مطار بالأردن". وعرض صورة تُظهر موقع الأسطول المفترض في الأردن، رغم أن الموقع الرسمي يشير إلى وجوده في عرض البحر.
وأضاف: "نعلم ماذا يعني ذلك، عندما تبدأ إسرائيل بتعطيل وسائل اتصالاتنا وأجهزتنا، فهذا يعني أنها تستعد لإيقافنا أو مهاجمتنا". وتابع: "سمعنا جميعاً التقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن القوات الخاصة. إنهم يستعدون لارتكاب جريمة حرب. علينا أن نتحرك. إذا ضغطنا بما يكفي على الدول والحكومات، يمكننا أن نمنع إسرائيل من تنفيذ هذا الهجوم، ونُبقي على هذه المساعدات، والسفينة، وهذه البعثة، وأنفسنا".
ودعا أفيلا أنصار "أسطول الحرية" إلى تقديم الدعم، وقال: "نعتمد عليكم. لقد نجحت هذه المهمة حتى الآن في رفع مستوى الوعي وبث الأمل، ولكن علينا أن نضمن وصول الطعام إلى من يتضورون جوعاً".
أكد ناشطون على متن سفينة الإغاثة التابعة لـ"أسطول الحرية" والمتجهة إلى غزة عزمهم على مواصلة المهمة "حتى اللحظة الأخيرة"، بعدما أمرت إسرائيل جيشها بمنعهم من الوصول إلى القطاع.
وقالت ريما حسن، النائبة الفرنسية - الفلسطينية في البرلمان الأوروبي، من على متن السفينة لوكالة فرانس برس: "سنبقى متأهبين حتى اللحظة الأخيرة، إلى أن تقطع إسرائيل الإنترنت وشبكات الاتصال".
وأبحرت السفينة "مادلين" من صقلية، الأحد الماضي، متجهة إلى غزة في محاولة لإيصال مساعدات إنسانية وكسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سنوات، والذي ازداد تشدداً منذ اندلاع الحرب مع حركة حماس في 7 تشرين الأول 2023.
وقالت حسن: "نحن 12 مدنياً على متن السفينة، لسنا مسلحين، ولا نحمل سوى المساعدات الإنسانية".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد صرّح في وقت سابق الأحد أنه أمر الجيش بمنع السفينة من بلوغ غزة، واصفاً الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ بأنها "معادية للسامية"، وأعضاء المجموعة بأنهم "أبواق دعاية لحماس". وأضاف: "عودوا أدراجكم، لأنكم لن تصلوا إلى غزة".
وقال منظمو الرحلة إن السفينة المحملة بالمساعدات وصلت السبت إلى قبالة السواحل المصرية.
وردّ تحالف "أسطول الحرية" ببيان أكد فيه أنه يتوقع "اعتراضاً واعتداءً من إسرائيل في أي لحظة"، داعياً حكومات الدول التي ينتمي إليها الناشطون إلى التدخل لحمايتهم. ويشارك في الرحلة ناشطون من ألمانيا وفرنسا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا.
وقالت الناشطة الألمانية ياسمين أكار من على متن السفينة: "نحن لا نخشاهم"، مضيفة: "الرسالة التي يبعثون بها إلينا، وهي أنه لا يمكننا التقدم نحو غزة، لا تدفعنا إلى التراجع".
وأعربت حسن عن قلقها من غياب أي رد رسمي من دول الناشطين، قائلة: "لم يصدر أي موقف رسمي حتى الآن. الرسالة واضحة: إسرائيل تتصرف من دون عقاب أو أي ضمان لحمايتنا".
بدوره، قال وزير التجارة الخارجية والفرنسيين في الخارج، لوران سان-مارتان، إن باريس ملزمة بضمان "الحماية القنصلية" لرعاياها على متن السفينة. وأضاف في تصريحات تلفزيونية: "المواطنون الفرنسيون الستة على متن السفينة لهم الحق في الحصول على حماية قنصلية".
وتفرض إسرائيل حصاراً بحرياً على غزة منذ ما قبل هجوم 7 تشرين الأول 2023، الذي شنّته حركة حماس وأشعل الحرب في القطاع.
و"أسطول الحرية"، الذي انطلق عام 2010، هو حركة دولية سلمية للتضامن مع الفلسطينيين، تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي على غزة، وتحمل طابعاً إنسانياً.