حذّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، القوى الغربية من تبنّي أي موقف تصعيدي خلال الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي باشر أعماله اليوم في فيينا.
وكانت طهران قد حذّرت، يوم الجمعة، كلاً من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا من "ارتكاب خطأ استراتيجي" خلال الاجتماع، وذلك بعد تقارير دبلوماسية أفادت بأن الدول الثلاث، إلى جانب الولايات المتحدة، تعتزم طرح مشروع قرار ضد إيران.
ومن المتوقع أن يعلن مجلس المحافظين، للمرة الأولى منذ نحو 20 عامًا، عدم امتثال إيران لالتزاماتها ضمن معاهدة حظر الانتشار النووي، الأمر الذي قد يفتح المجال أمام القوى الغربية لإعادة ملف طهران إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال بقائي: "الرد على المواجهة لن يكون مزيدًا من التعاون"، في إشارة إلى احتمال تقليص التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكان تقرير سري صادر عن الوكالة، مطلع الأسبوع الماضي، قد أشار إلى امتلاك إيران كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تكفي لإنتاج نحو 10 أسلحة نووية في حال تم تخصيبه إلى مستويات أعلى. وأكدت الوكالة أنها لا تستطيع، في الوقت الراهن، تقديم ضمانات بأن برنامج إيران النووي يظل سلميًا بالكامل.
وعشية الاجتماع، صرّح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، للتلفزيون الرسمي، قائلاً: "بالطبع، لا يجدر بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتوقع أن تواصل الجمهورية الإسلامية تعاونها الشامل والودود"، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت مصادر دبلوماسية قد أفادت، يوم الخميس، بأن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وهي أطراف في اتفاق عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني، تعتزم مع واشنطن طرح مشروع قرار ضد طهران على خلفية "عدم التعاون الكامل" مع الوكالة الدولية.
وتضمّن تقرير الوكالة انتقادًا لمستوى تعاون إيران الذي وصفته بأنه "أقل من مرضٍ"، مشيرًا إلى أن طهران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب.
وفي موازاة ذلك، تجري مباحثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن سعيًا للتوصل إلى اتفاق جديد حول برنامج إيران النووي.
وفي هذا السياق، دعا بقائي واشنطن إلى "تقدير" المقترح الإيراني الذي ستقدّمه طهران قريبًا عبر سلطنة عمان، معتبرًا أن المقترح الأميركي المقابل "غير مقبول".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه لا يملك معلومات محددة عن الجولة المقبلة من المحادثات، مضيفًا: "سيتم الإعلان فورًا في حال اتخاذ قرار في هذا الشأن".
وكانت إيران والولايات المتحدة قد عقدتا خمس جولات من التفاوض غير المباشر منذ شهر نيسان، بهدف إحياء الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى عام 2018، معيدًا فرض عقوبات واسعة على طهران.
من جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، في تسجيل بثّه التلفزيون الإيراني يوم الأحد، إن "الاقتراح الأميركي لا يتضمن حتى رفع العقوبات"، مضيفًا: "إذا كان الرئيس الأميركي يطمح فعلاً إلى اتفاق مع إيران، فعليه أن يغيّر نهجه".