أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، قرارًا يعتبر إيران "غير ممتثلة" لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات النووية.
وقد صوّت 19 عضوًا لصالح القرار، بينما عارضه 3 أعضاء، وامتنع 11 عن التصويت. وتعدّ هذه المرة الأولى التي يُتخذ فيها مثل هذا القرار بحق إيران منذ حوالى 20 عامًا.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية وهيئة الطاقة الذرية الإيرانية القرار، ووصفتاه بأنه "سياسي"، وأعلنتا في بيان مشترك "تشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم" ردًا على التصويت، مع تأكيد "استبدال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في موقع فوردو، بأجهزة من الجيل السادس".
وفي وقت سابق، وجهت إيران رسالة إلى مجلس الأمن الدولي ردًا على ما وصفته "مزاعم الترويكا الأوروبية الباطلة بشأن انتهاك القرار 2231 والاتفاق النووي".
وقال المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن "على الترويكا الأوروبية – ألمانيا، بريطانيا، وفرنسا – التخلي عن نهجها غير الواقعي إذا كانت ترغب حقًا في حل دبلوماسي، وأن تحترم الحقوق السيادية للدول وفقًا للقانون الدولي"، وفقًا لما نقلته وكالة "إرنا".
وجدد إيرواني رفض بلاده "القاطع" لما اعتبره "ادعاءات مشوّهة وغير قانونية ومتحيزة" صادرة عن الترويكا الأوروبية، متهمًا إياها "بتحريف الواقع بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة والبرنامج النووي الإيراني"، و"محاولة خلط الالتزامات النووية مع اتفاق الضمانات الشاملة".
وأضاف أن "البرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل وتحت رقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، محذرًا من أن "أي تهديد بتفعيل آلية الزناد سيؤدي إلى عواقب سلبية خطيرة".
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد وصفت، يوم الثلاثاء الماضي، تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه "سياسي وغير مبرر".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن التقرير "متناقض ولا يشير إلى انحراف في البرنامج النووي الإيراني"، مشيرًا إلى أنه "محاولة من الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لتبرير نقل الملف النووي إلى مجلس الأمن".
كما لفت بقائي إلى أن "إيران أكدت مرارًا أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وأن هناك فتوى من المرشد الأعلى تحرّم ذلك"، محذرًا من أن "صدور قرار عن مجلس المحافظين ضد إيران سيقابله رد متناسب".
وكشف بقائي أن "فرنسا ألغت اتصالًا هاتفيًا كان مقررًا بين وزير الخارجية الإيراني ونظرائه في الترويكا الأوروبية"، مؤكّدًا أن "أي مقترح لا يضمن الحفاظ على دورة الوقود النووي في إيران ورفع العقوبات لن يكون مقبولًا".
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الجولة السادسة من المفاوضات مع إيران ستُعقد اليوم الخميس، بينما صرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن الجولة ستُعقد يوم الأحد المقبل في العاصمة العمانية مسقط.
وكانت أولى جولات التفاوض بين إيران والولايات المتحدة قد انطلقت في 12 نيسان الماضي في مسقط، ثم عُقدت الجولة الثانية في سفارة سلطنة عُمان في روما في 19 نيسان، والجولة الثالثة في مسقط في 26 نيسان.
وفي 11 أيار الماضي، عُقدت الجولة الرابعة من المحادثات في مسقط، وأعرب الطرفان عن تفاؤلهما. ثم في 23 أيار 2025، أعلن وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي اختتام الجولة الخامسة التي عُقدت في روما، مشيرًا إلى تحقيق بعض التقدم دون التوصل إلى اتفاق حاسم.
وتُصرّ واشنطن على دفع إيران للتخلي عن برنامجها النووي، بينما تؤكد طهران تمسّكها بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، وتنفي سعيها لامتلاك سلاح نووي.