ووفق ما نُقل عن لودريان، فإن لبنان لم يقدّم حتى الآن أي مبادرة جدية أو خارطة طريق للدول الكبرى التي أبدت استعداداً للمساعدة سابقاً، مشيراً إلى أن التعويل على الدعم الخارجي لا يمكن أن يبقى مفتوحاً من دون مقابل واضح من الدولة اللبنانية.
وكان لافتاً أن لودريان رفض بشكل غير مباشر استخدام ذريعة الإحتلال الإسرائيلي للجنوب كتبرير لتعطيل مسار الإصلاحات الداخلية، مؤكداً أن المطلوب من لبنان فصل المسارات، والمضي قدماً بالإصلاحات بمعزل عن الملفات الإقليمية، باعتبار أن التدهور الإقتصادي والمؤسساتي لا يحتمل مزيداً من التأجيل أو المماطلة.
وفي إحدى لقاءاته، أشار لودريان إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، معتبراً أن الرئيس السوري تصرّف بذكاء أكثر من بعض المسؤولين اللبنانيين، في إشارة إلى الإنفتاح السياسي الإقليمي الذي تشهده دمشق، مقابل استمرار الجمود والإنقسام في بيروت.
كما عبّر لودريان عن استغرابه لغياب أي نقاش جدي ورسمي حول سلاح "حزب الله"، رغم وضوح التوجّه الدولي في هذا الملف. وأكد أن المطلوب اليوم، ليس نزع السلاح خلال 24 ساعة، بل فتح هذا الملف ووضعه على طاولة البحث كجزء من تنفيذ القرارات الدولية، لا سيّما القرار 1701، قائلاً في أحد اللقاءات: "من وقّع على اتفاق وقف إطلاق النار يعرف جيداً مضمون الإتفاق، وعليه أن يلتزم بما وقّع عليه".
وتعكس مواقف الموفد الفرنسي حجم القلق المتزايد في العواصم الغربية حيال المسار اللبناني، وسط تخوّف واضح من أن يفقد لبنان آخر أوراق الدعم الدولي، ما يفتح الباب أمام مرحلة أكثر صعوبة على كل المستويات.