نفّذت إسرائيل، فجر الجمعة، هجومًا واسعًا على إيران تحت اسم "الأسد الصاعد"، بهدف "القضاء على المشروع النووي الإيراني" ومنع طهران من امتلاك سلاح نووي. غير أن تقريرًا لمجلة Foreign Affairs الأميركية حذر من أن هذا الهجوم قد يمنح إيران "الشرعية للمضي قدمًا في تخصيب اليورانيوم، والسعي الجاد نحو امتلاك سلاح نووي".
وأوضح التقرير أن إيران تملك خيارات محدودة للردّ المباشر على الهجوم، لكنها قد تختار الردّ عبر الانسحاب من التزاماتها في مجال الحد من التسلح، وتصعيد خطواتها باتجاه بناء ترسانة نووية.
ورجّح التقرير أن يؤدي فشل العملية الإسرائيلية إلى واقع استراتيجي جديد، تُواجه فيه الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل قوة نووية فعلية في إيران.
وبحسب التقرير، تواجه طهران عراقيل عديدة في تنفيذ رد عسكري مباشر على الهجوم، من بينها المسافة الجغرافية الطويلة بين البلدين، ومنظومات الدفاع الإسرائيلية المتطورة، إضافة إلى عجز إيران عن شن هجمات جوية أو برية مباشرة على إسرائيل.
في المقابل، يرجّح التقرير أن تعتمد طهران على الصواريخ والطائرات المسيّرة، كأدوات أساسية في ردها، رغم تأكيده أن قدرة إسرائيل الدفاعية قد تقلل من تأثير الضربات الإيرانية، سواء على الصعيد العسكري أو المدني.
ويشير التقرير إلى أن الرد الإيراني الأخطر قد لا يكون آنياً، بل يأتي على المدى الطويل، إذ قد تنسحب إيران من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، والتي تُعد الإطار القانوني الذي يستند إليه الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة – JCPOA).
وفي حال الانسحاب من المعاهدة، قد تعلن طهران نيتها تطوير سلاح نووي باعتباره وسيلة لردع "الهجمات غير المبررة" من طرف إسرائيل.
وأكّد تقرير Foreign Affairs أن إيران تملك بالفعل كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب تكفي لتصنيع عدة رؤوس نووية، وقد وزعت هذا المخزون في مواقع متعددة.
وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترجّح وجود أجهزة طرد مركزي إضافية في مواقع سرية لا تعرفها إسرائيل حتى الآن.
وفي الختام، اعتبر التقرير أن الوسيلة الوحيدة الكفيلة بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي تبقى من خلال التوصّل إلى صفقة نووية جديدة. وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي قد يؤخّر التقدّم النووي الإيراني لمدة عام أو عامين، لكنه لا يقضي عليه نهائيًا.
الـــمــــزيــــــــــد
