المحلية

ليبانون ديبايت
الاثنين 16 حزيران 2025 - 07:04 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

"علبة سوداء" وتناقضات وحلول ديبلوماسية و... حرب

"علبة سوداء" وتناقضات وحلول ديبلوماسية و... حرب

"ليبانون ديبايت"-فادي عيد


لم تصل بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في إيران والضربات الصاروخية الإيرانية "الصعبة" على إسرائيل، إلى عتبة الحرب، حيث أن الهجوم الصاعق بالدرجة الأولى الذي قرّره بنيامين نتنياهو في لحظةٍ "مناسبة" له داخلياً، كما خارجياً، قد واجهته إيران بالصواريخ على اختلاف أنواعها، والتي أصاب بعضها أهدافاً "حسّاسة". لكن هذا الواقع لا يمنع اتساع رقعة المواجهة في الأيام المقبلة، وبالتالي تزايد احتمالات دخول أطراف جديدة على الخطّ، ليرتفع حجم المخاوف من تطور المواقف إلى منحى أكثر تصعيداً وأكثر شموليةً، بحيث تخرج هذه المواجهة من "ثنائية" حتى الساعة، إلى حربٍ تشترك فيها دول غربية إلى جانب إسرائيل، فيما تطلب طهران من حلفائها في المنطقة أن يؤازروها في حرب "الإلغاء" التي تشنّها إسرائيل ضدها تحت عنوان "ضرب مشروعها النووي"، والذي يخفي وراءه بنيامين نتنياهو أكثر من هدف غير معلن.


وعلى الرغم من ذكر نتنياهو مرّات عدة لبنان وبيروت و"حزب الله" في إطلالاته الأخيرة، يبدو لبنان بمنأى عن الحرب الدائرة ولم يصله منها إلاّ الصواريخ العابرة لسمائه خلال ساعات الليل، خصوصاً وأن "حزب الله" متمسك بموقفه المعلن منذ يوم الجمعة الماضي، وبعد انكشاف مدى وهول حجم الضربة الإسرائيلية، وهو الوقوف إلى جانب إيران من خلال الإدانة الكلامية والدعم المعنوي، من دون الذهاب نحو حرب إسناد جديدة، على الأقل، حتى إشعارٍ آخر.


إلاّ أن انتقال إسرائيل إلى بنك أهدافٍ جديدة كمصافي وخزانات النفط، سيُدخل المواجهة مرحلة جديدة اعتباراً من اليوم، ما يفتح الباب على سيناريوهات بالغة السواد في المنطقة، مثل امتداد الضربات الصاروخية إلى مصالح أميركية أو اصطفاف حلفاء طهران في جبهتها العسكرية، علماً أن الحوثيين قد عبّروا عملياً عن مؤازرتهم لإيران.


ويمكن القول، إن الدول العربية عموماً ودول الخليج بشكلٍ خاص، قد قطعوا الطريق مسبقاً على أي ضربة على أراضيها ولو كانت تستهدف مصالح أميركية أو أوروبية، والسبب وقوفها على الحياد في العملية الإسرائيلية ضد إيران وإدانتها لها.


أمّا بالنسبة للقواعد الأميركية، فإن المعلومات المستقاة من مطّلعين على كواليس المساعي الديبلوماسية، يقولون ل"ليبانون ديبايت"، إنه طالما أن الرئيس دونالد ترامب لم يقفل بات التفاوض مع طهران، فإن أي قرار إيراني باستهداف القواعد العسكرية في المنطقة، لن ينضج بعد، وقد لا تغامر القيادة الإيرانية بالذهاب إلى هذا السيناريو في المدى المنظور.


ويتحدّث المطلعون عن انطلاق الإتصالات على عدة مستويات ديبلوماسية، وعن رسائل ينقلها قادة ووسطاء من أجل التهدئة ووقف الحرب الإسرائيلية، مشيرين إلى "علبة سوداء" ديبلوماسية، تحتوي طروحات التسوية المقترحة لوقف العمليات العسكرية، وهي تحتوي على التناقضات من الحلول والأفكار وأحياناً النتائج.


في هذه الأثناء، يتعيّن على لبنان أن يصمد في الإمتحان الكبير الذي تمرّ به الدولة، التي لا تملك سوى خياراً وحيداً وهو أن تنجح في تثبيت حصرية سياستها الوجودية، في مرحلة تتميّز بالتطورات العشوائية وبضبابية المصير، حيث أن فشل المساعي الديبلوماسية لاحتواء المواجهة والحؤول دون تطوّرها إلى حرب إقليمية، قد يدفع نحو مراجعة حسابات وطرح سيناريوهات جديدة ما زالت داخل العلبة السوداء، ومن بينها دخول الولايات المتحدة على خطّ "مساعدة إسرائيل للقضاء على البرنامج النووي الإيراني"، كما أعلن بالأمس الرئيس دونالد ترامب.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة