كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية عن انقسامات بارزة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفائه، حول احتمال تدخل الولايات المتحدة في الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران. وبرز هذا الانقسام من خلال تصريحات ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، حيث هاجم المعلق السياسي تاكر كارلسون الذي انتقد دعمه لإسرائيل قائلاً: "هل من يشرح لكارلسون أن إيران لا يمكن أن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً؟"
الانقسام يهدد بتمزيق قاعدة مؤيدي ترامب، المعروفين بـ"ماغا"، خاصة في ظل المخاوف من إعادة فتح جروح التدخلات الأميركية السابقة في الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الجدل قد ينفر قاعدة الناخبين التي ساهمت في إيصال ترامب إلى الحكم.
نائب الرئيس جي دي فانس حاول تهدئة المخاوف عبر تصريحات في منصة "إكس"، مؤكدًا أن الإدارة قد تتخذ خطوات لإنهاء التخصيب النووي الإيراني، لكنه ترك الباب مفتوحًا أمام احتمال التدخل الأميركي. في المقابل، حذر كارلسون من أن التدخل العسكري سيشكل خيانة لمبادئ "أميركا أولاً"، قائلاً: "لا نريد حربًا أخرى في الشرق الأوسط لا تخدم مصالحنا".
أثار موقف كارلسون ردود فعل متباينة بين الجمهوريين، حيث رفض صقور السياسة الخارجية دعوته، في حين أيدته شخصيات مثل النائبة مارغوري تايلور غرين، التي صرحت بأن دعم أميركا الكامل للحرب "ليس من ماغا".
كما أجرى تشارلي كيرك، مؤسس منظمة Turning Point USA، استطلاعًا للرأي حول تدخل أميركا في النزاع، ورفضت الغالبية العظمى من المشاركين فكرة التورط في الحرب.
بعض الجمهوريين يرون أن دعم ضربات إسرائيل يمثل فرصة للقضاء على التهديد النووي الإيراني، بينما يشيد آخرون بقدرة ترامب على إدارة الأزمة بحذر، معتبرين أن هذا الموقف يعكس شعار "أميركا أولاً".
لكن الصحيفة حذرت من خطر امتداد النزاع إلى صراع إقليمي أكبر، خاصة في ظل تحالف إيران مع روسيا والصين، ما يرفع احتمال مواجهة أميركا قوى عالمية كبرى.
ترامب، من جهته، دافع عن دعمه لإسرائيل، مؤكدًا أن التزامه بشعار "أميركا أولاً" ثابت لأنه هو من أسس هذا التيار. ومع ذلك، يبقى مستقبل هذا الموقف محور جدل داخلي قد يحدد معالم سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة.