صعّد وزراء من التيار اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، لهجتهم تجاه وسائل الإعلام الأجنبية، على خلفية بثها مشاهد من مواقع سقوط صواريخ إيرانية على الأراضي الإسرائيلية، متهمين إياها بانتهاك أوامر الرقابة العسكرية، ومهددين باتخاذ إجراءات أمنية ضدها.
قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في رسالة موجهة إلى الرئيس المؤقت لجهاز الأمن العام "الشاباك"، إن "السلوك المتهور والخطير لبعض وسائل الإعلام الأجنبية يشكّل تهديداً للأمن القومي"، مشيراً إلى أن هذه المؤسسات تبث مواقع الضربات الصاروخية بشكل مباشر، مما يعرّض أمن إسرائيل للخطر.
وأضاف بن غفير أن بعض التغطيات الإعلامية تنتهك بوضوح أوامر الرقابة الإسرائيلية، داعياً الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ خطوات حازمة تجاه هذه المؤسسات لضمان التزامها بالتعليمات.
من جهته، وصف زعيم المعارضة يائير لابيد هذا التوجه بأنه "غير واقعي" في عصر الهواتف الذكية والتغطية الرقمية الفورية، مؤكداً أن فرض حظر شامل على التغطية الإعلامية قد يضر بالدعم الدولي لإسرائيل.
وقال لابيد: "هذا التوجه لا يخدم المصلحة الوطنية، خاصة في وقت نحتاج فيه إلى تعزيز التأييد الدولي لحربنا التي نعتبرها عادلة".
أفادت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن الجيش الإسرائيلي يتيح لوسائل الإعلام تصوير بعض المواقع المستهدفة، مثل الهجوم على رمات غان والقصف الذي استهدف مستشفى في بئر السبع، بعد تنسيق مسبق مع الجهات المختصة.
وفي بيان مشترك، أكد بن غفير ووزير الاتصالات شلومو كرني أن وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في إسرائيل تنتهك تعليمات الرقابة العسكرية، مضيفين أن هذه التغطيات "تكشف المواقع الدقيقة للصواريخ ومدى الأضرار، ما قد يعرّض الأمن القومي للخطر".
تخضع المؤسسات الإعلامية الأجنبية والمحلية العاملة في إسرائيل لقوانين الرقابة العسكرية، التي تُلزم الصحافيين بعرض موادهم على الجهات المختصة قبل النشر. ورغم ذلك، تشهد العلاقة بين الحكومة ووسائل الإعلام توتراً متصاعداً، لا سيما خلال الأزمات الأمنية.
في سياق متصل، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه من تصاعد العنف بين إسرائيل وإيران، داعياً إلى وقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية. وأعلن ماكرون، في تصريحات له على هامش معرض باريس للطيران، أن فرنسا بالتعاون مع بريطانيا وألمانيا ستقدم عرضاً شاملاً لإيران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
وأكد ماكرون أن أمن إسرائيل يمثل أولوية استراتيجية لفرنسا، مضيفاً أن أي تسوية يجب أن تشمل وقف تمويل إيران لوكلائها في الشرق الأوسط وضمان عدم تخصيبها لليورانيوم، بالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن الأوروبيين المحتجزين في إيران.