أفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر تأجيل قرار المشاركة في الحرب إلى جانب إسرائيل ضد إيران لمدة أسبوعين، مستعرضة خمسة أسباب رئيسية وراء هذا القرار.
ذكرت الصحيفة أن ميل ترامب لخيار الحرب أثار انقسامات حادة داخل معسكر "أميركا أولاً"، المعروف بدعمه للانعزالية. فقد عبّرت شخصيات بارزة، مثل مارغوري تايلر غرين، عن خيبة أملها من احتمال انخراط الولايات المتحدة في صراع جديد، مشيرة عبر منشور في وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن "أي شخص متحمس لتورط أميركا في الحرب بين إسرائيل وإيران ليس من دعاة -أميركا أولاً-".
وتسبب هذا الانقسام في تجاذب بين مؤيدين للتدخل العسكري ومعارضين يخشون تبعات الاستنزاف السياسي والعسكري.
بحسب الصحيفة، يعتقد ترامب أن هذه الحرب بالدرجة الأولى هي "حرب إسرائيلية"، وبالتالي يجب على إسرائيل تحمل العبء الأكبر لتمهيد الطريق أمام العملية العسكرية.
ومن بين الاعتبارات التي أخذها ترامب بالحسبان منح تل أبيب الوقت الكافي لتقويض الدفاعات الإيرانية، خاصة حول منشأة "فوردو" النووية. ويعتمد نجاح الهجوم على القنبلة "الخارقة للتحصينات" والطائرة الشبح "بي-2"، مما يجعل أي خطوة متسرعة محفوفة بالمخاطر.
أشارت "تلغراف" إلى أن مستشارين من وزارة الخارجية الأميركية نصحوا ترامب بالتروي، إذ أظهرت إيران إشارات عن استعدادها لتقديم تنازلات في المفاوضات. وتتيح هذه المهلة للقوى الدبلوماسية الأوروبية فرصة للتوسط وفتح آفاق جديدة للحل.
من جهة أخرى، تعطي مهلة الأسبوعين فرصة لترامب لاستعادة زمام المبادرة في السياسة الأميركية تجاه إيران، بعدما بدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود هذا الملف. ويرى ترامب أن الانخراط المباشر في الحرب قد يعكس انطباعاً بأن إسرائيل تسيطر على القرار الأميركي.
طرحت الصحيفة احتمال أن يكون التأجيل مجرد تكتيك لخداع إيران، بهدف توجيه ضربة مباغتة قبل انتهاء المهلة. وأوضحت أن هذه الاستراتيجية تتماشى مع أسلوب ترامب الذي يُعرف بتصرفاته غير المتوقعة.
ختمت "تلغراف" بالقول إن قرار ترامب يعكس مزيجاً من الحذر الاستراتيجي، والاعتبارات السياسية الداخلية، والرهان على الدبلوماسية، مما يترك باب الخيارات مفتوحاً خلال الأسبوعين المقبلين.
الـــمــــزيــــــــــد
