"خلال الأسبوعين المقبلين"، هذا هو الموعد الذي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيكون مستعدًا لاتخاذ قراره بشأن قصف إيران من عدمه. فما قصة هذا التوقيت؟
من جديد، تعود عبارة "خلال الأسبوعين المقبلين" إلى واجهة الخطاب السياسي في واشنطن. هذه المرة على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أشار، عبر بيان قرأته السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت، إلى أن قراره بشأن قصف إيران سيتخذ "في غضون أسبوعين".
غير أن هذه العبارة، التي تحمل دلالة زمنية واضحة، أصبحت مألوفة في قاموس ترامب السياسي. ويرى مراقبون أنها تحولت إلى "علامة سياسية" تعكس نهجه في تأجيل القرارات أو إبقائها مفتوحة على كل الاحتمالات.
في وقت سابق، استخدم ترامب العبارة ذاتها في سياقات مختلفة، مثل الرد على أسئلة حول ثقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إصلاحات ضريبية، وحلول لأزمات التأمين الصحي. ويبدو أن "الأسبوعين" قد فقدا معناهما الزمني ليصبحا أداة خطابية تمكّن الرئيس من المراوغة مع الحفاظ على واجهة الحسم.
ونقل مراسل "نيويورك تايمز" في البيت الأبيض، شون ماكريش، أن هذه المهلة أصبحت أقرب إلى "اللازمن"، إذ يمكن أن تعني "قريبًا"، أو "لاحقًا"، أو حتى "لن يحدث أبدًا". واعتبرها "حيلة سياسية" تؤجل البتّ في القضايا مع إبقاء النقاش مفتوحًا.
عندما سأل أحد الصحافيين عن مدى جدية ترامب هذه المرة بشأن قراره المرتبط بإيران، ردت ليفيت: "لا يمكن مقارنة حالة بحالة أخرى"، وهو تصريح أثار تساؤلات حول وضوح الموقف الأميركي.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل سيقصف ترامب إيران؟ هل سنعرف ذلك خلال "أسبوعين"؟ ربما نعم، وربما لا. لكن المؤكد أن عبارة "في غضون أسبوعين" باتت أداة سياسية بيد الرئيس الأميركي لإدارة التوقيت كما يراه مناسبًا.