لا تحبّذ مصادر مطّلعة على أجواء حزب الله والمقاومة التعليق على ما أعلنه المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن تم استهداف مبنى في الناقورة بناءً على معلومات استخبارية جُمعت بعد تحقيق مع أحد عناصر حزب الله قبل أسابيع، وأشار إلى أن قوة الرضوان استخدمت المبنى لتنفيذ اعتداءات وصفها بالإرهابية ضد إسرائيل، لا سيما أنه لا أحد يملك المعطيات الكاملة حول الموضوع.
إلا أن المصادر تقارب ما أعلنه أدرعي من زاوية الدعاية الإعلامية القائمة دائمًا على اللعب على وعي جمهور المقاومة في لبنان، كنوع من التضليل الإعلامي والحرب النفسية، التي يُتقنها أدرعي، كما لا يمكن إستبعاد فكرة أن الهدف إثارة الفتن داخل البيئة المقاومة، لا سيما بين ذوي الأسرى وأهالي القرى الجنوبية.
وتذهب المصادر إلى أبعد من ذلك، بالسؤال: لماذا الانتظار إلى اليوم لاستهداف المبنى الذي تدّعي أنه تابع لقوة الرضوان، ما دام التحقيق قد كشف، وفق ادعاءاتهم، عن هذا الأمر منذ أسابيع؟ لا سيما أنه، بالمفهوم الحربي للأمور، فإن السرعة أو المباغتة هي العنصر الأهم في المعركة، لذلك، فإن من يفهم جيدًا العدو الإسرائيلي يعلم تمامًا أن العملية الإعلامية والنفسية تشكّل الجزء الأكبر من معركته.
وتلفت إلى أن الإسرائيلي، عندما يريد تنفيذ أي عدوان، يذهب إلى ربطه بأسباب كثيرة كتبرير لأفعاله، لذلك لا يمكن التعليق على مجرّد ما يقوله العدو، لا سيما في ظل النقص الكبير في المعطيات حول الانتهاكات المستمرة للعدو.
وتنبه المصادر عموم اللبنانيين، ولا سيّما أهالي الجنوب، من الوقوع ضحية لهذا الإعلام المنحرف، والانزلاق في مصيدة أهدافه الخبيثة.