رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في قصف المنشآت النووية الإيرانية وضع طهران أمام خيارين معقدين: الرد السريع بما ينطوي عليه من مخاطر تصعيد حرب مدمرة، أو العودة إلى المفاوضات التي قد تُرغمها على تقديم تنازلات لصالح واشنطن.
وبحسب الصحيفة، حاولت إيران التقليل من تأثير الضربات عبر إعلان وسائل إعلامها الرسمية أن الأضرار اقتصرت على نفق مدخل منشأة فوردو، مع الإشارة إلى نقل المعدات الحيوية مسبقاً.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يتم رصد أي تسرب إشعاعي، مما قد يخفف من الضغوط الشعبية للرد الفوري، ويمنح طهران الوقت لتخطيط رد استراتيجي يمنع تكرار الهجمات الأميركية والإسرائيلية.
وأفاد خبراء بأن الرد الإيراني قد يتراوح بين تنفيذ ضربات رمزية على أهداف غربية، والسعي لتهدئة مؤقتة مقابل تخفيف العقوبات، أو التصعيد باستهداف مواقع استراتيجية في المنطقة، ما قد يستدعي رداً أميركياً مباشراً.
في هذا السياق، أطلقت إيران صواريخ باليستية استهدفت مناطق عدة في إسرائيل، وأعلنت خدمات الطوارئ عن إصابة 16 شخصاً في تل أبيب.
من ناحية أخرى، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز كخطوة للضغط على الأسواق العالمية ورفع أسعار النفط. غير أن هذا الخيار محفوف بالمخاطر، إذ قد يؤدي إلى موجة جديدة من الضربات الأميركية تهدد بقاء النظام الإيراني.
ويرى بعض المحللين أن طهران قد تتبنى خطوات أكثر حذراً مثل مضايقة الملاحة البحرية لرفع أسعار النفط، وهو ما قد يُضر بالاقتصاد الأميركي.
وتشير الصحيفة إلى أن الرد الإيراني حتى الآن يذكّر بالردود الرمزية السابقة، مثل استهداف القواعد الأميركية بعد اغتيال قاسم سليماني عام 2020. لكن مع استمرار استهداف بنيتها التحتية ومنصات إطلاق الصواريخ، فإن قدرة إيران على توسيع الحرب تبدو محدودة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل دمرت نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.
في الوقت ذاته، لا تزال إيران تمتلك خيارات غير تقليدية، بما في ذلك الهجمات السيبرانية واستخدام وكلائها المسلحين في المنطقة. ومع تزايد الدعوات داخل البرلمان الإيراني للانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ترى بعض التيارات المتشددة أن تطوير سلاح نووي هو الحل لاستعادة الهيبة الإقليمية.
وفي هذا الإطار، حذر المرشد الأعلى علي خامنئي من أن أي تدخل عسكري جديد "سيُقابل برد لا يمكن إصلاحه"، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الضربات "ستكون لها عواقب دائمة"