تواصل السوريون تداول اسم المهندس جريس جميل البشارة، الذي لقي حتفه في الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة في دمشق يوم الأحد الماضي، واصفين إياه بـ"بطل الكنيسة".
بحسب زوجة البشارة، بدأ الانتحاري بإطلاق النار خارج الكنيسة، ما أثار حالة من الذعر بين المصلين الذين احتموا داخلها. وعندما حاول المهاجم الدخول، تصدى له جريس وشقيقه في محاولة لتثبيته.
وأضافت الزوجة، وهي تروي اللحظات المروعة، أن الانتحاري ألقى قنبلة لم تنفجر، ثم فكّ حزامه الناسف، مما أدى إلى انفجار عنيف أودى بحياة البشارة وشقيقه وأوقع أضراراً كبيرة.
وأكّدت الزوجة أن تصدي البشارة وشقيقه للمهاجم كان حاسماً في تقليل حجم الخسائر البشرية، مشددة على أن شجاعة زوجها كانت سبباً في إنقاذ حياة العديد من المصلين.
أعلنت وزارة الصحة السورية، الاثنين، أن عدد الضحايا جراء التفجير الانتحاري ارتفع إلى 20 شخصاً، فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة.
في هذا السياق، تعهّد الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم، داعياً السوريين إلى التكاتف لمواجهة أي تهديدات للوحدة الوطنية. وقال الشرع: "لن يمر هذا العمل الإجرامي دون عقاب عادل".
وفي تصريح مثير، اتهم مصدر أمني سوري عناصر وفلول النظام السابق بالوقوف خلف التفجير، في حين نسبته تقارير أخرى إلى تنظيم "داعش".
الهجوم على كنيسة مار إلياس يُعد الأول من نوعه الذي يستهدف دار عبادة منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي. ويقع الحي الذي شهد الهجوم في منطقة تُعرف بأغلبيتها المسيحية وتضم عدداً من الكنائس.
جريس البشارة، الذي قضى في الهجوم، كان يشغل منصب المدير العام للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في دمشق، وكان شخصية بارزة في مجتمعه.