في حي الدويلعة الدمشقي، حيث الفاجعة التي هزّت المدينة الأحد الماضي، تقف السيدة لور نصر (35 عاماً) وسط باحة منزلها، تحمل هاتف زوجها بطرس وبقايا من ملابسه ملطخة بالدماء، لتروي بحسرة ما جرى: "دخل الانتحاري إلى بيت الله وأطلق النار علينا، ولو لم يعترضه زوجي وشقيقه، وكأنهم ضحوا بأنفسهم، لكنا جميعًا قد ماتنا".
فقدت لور نصر ثمانية من أفراد عائلتها في التفجير، بينهم زوجها وسلفه وشقيقتهما، وهي من عائلة العوض بشارة التي صُدمت بالفاجعة. وقالت بإصرار: "أنا سورية مسيحية، أود أن أعيش في سوريا رغم من يرضى ومن لا يرضى". وتابعت مطالبة الرئيس السوري أحمد الشرع، "يأخذ حقي بنفسه، أليس هو الرئيس؟ ألم نصبح في دولة ديمقراطية؟".
على بعد أمتار، جلست نسيبتها تبكي زوجها الذي قضى في التفجير ذاته، متسائلة بحزن: "لم هذه الكأس يا ربي؟ ماذا فعلنا؟ نحن دعاة سلام ومحبة.. ما هذا الكره كله؟".
بحسب السلطات السورية، فإن الانتحاري الذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي اقتحم كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة، وأطلق النار على المصلين قبل أن يفجر نفسه بواسطة سترة ناسفة. ونتج عن الهجوم مقتل 25 شخصًا وإصابة 63 آخرين، وفق حصيلة وزارة الصحة التي أُعلنت يوم الإثنين.
في بيان رسمي، تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بالعمل على "ضبط كل من شارك وخطط لهذه الجريمة النكراء، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل"، مشدداً على "أهمية التكاتف والوحدة، حكومة وشعبًا، لمواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار الوطن".
تُذكر أن أقلية المسيحيين في سوريا تراجعت أعدادها من نحو مليون قبل اندلاع النزاع عام 2011 إلى أقل من 300 ألف، جراء موجات النزوح والهجرة المتكررة، وفق تقديرات خبراء.
وفي حي الدويلعة، أغلق معظم المحال التجارية أبوابها حدادًا على الضحايا، حيث لوحظ شبان يلصقون أوراق نعي الضحايا على الجدران. في الكنيسة نفسها، عملت فرق الدفاع المدني على جمع ما تبقى من أشلاء الضحايا ووضعها في أكياس، بعد إزالة الركام في وقت متأخر من الليل.