اقليمي ودولي

placeholder

جواد الصايغ

ليبانون ديبايت
الأربعاء 25 حزيران 2025 - 09:42 ليبانون ديبايت
placeholder

جواد الصايغ

ليبانون ديبايت

رواية الحرب... ترامب رفضها بداية ونتنياهو فرضها

رواية الحرب... ترامب رفضها بداية ونتنياهو فرضها

"ليبانون ديبايت"- جواد الصايغ


كتب المحلل السياسي، والمتخصص بالشؤون الأميركية، والشرق اوسطية، جواد الصايغ مقالا خاصا لليبانون ديبايت تناول فيه المسار الذي أدى الى نشوب الحرب الايرانية-الاسرائيلية، والعلاقات بين دونالد ترامب وبنيامين نتيناهو.


إنتهت حرب الـ 12 يوما بين ايران وإسرائيل بإعلان الرئيس الاميركي التوصل لوقف اطلاق نار بعد قصف طهران لقاعدة العديد في قطر ردا على الإستهداف الأميركي لمنشأتها النووية.


إعلان ترامب ليل الاثنين، وإستيقاظه صباح امس الثلاثاء بالتوقيت الاميركي على انباء تجدد الضربات، جعلته يخرج عن صمته موجها إنتقادات حادة للطرفين. وكان لافتا حديثه عن إسرائيل وتحميلها جزءا من المسؤولية، ما يؤكد ان العلاقة مع رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو ليست في أفضل حال كما حاول الجانبان تصويرها خلال الايام الماضية.


العلاقة بين الرئيسين في بداية ولاية ترامب الثانية بدت كتحالف صلب قائم على مصالح استراتيجية مشتركة تماما كما حدث في بداية عهده الاول، غير أن الوقائع خلف الكواليس كشفت عن خلافات عميقة، أبرزها الملف الإيراني، وبشكل اقل السوري، ورغم التنسيق الوثيق بين الطرفين في سنوات سابقة، إلا أن مقاربة كل منهما لطهران كشفت هوة متزايدة في الرؤية والأهداف.


فمع تصاعد التهديدات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، اراد نتنياهو الدفع باتجاه تنفيذ ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، معتبرًا أن أي تأخير سيكون مكلفًا ويمنح طهران مزيدًا من الوقت لتطوير قدراتها.، لكن ترامب، في تلك المرحلة، كان يؤمن بالحل التفاوضي، مدفوعًا برغبة في تحقيق مكسب سياسي شخصي يتمثل في إبرام اتفاق نووي جديد أفضل من اتفاق أوباما عام 2015، يُسجَّل باسمه، كما ان فريقا من أنصاره الذين لديهم تأثيرا في قاعدته الشعبية كانوا يذكرونه بشعاره أميركا أولا الذي يعطي الشؤون الداخلية الأميركية الحيز الاعظم من عمله، وأيضا يكررون سمفونية وعوداته بعدم السماح بنشوب حروب خلال ولايته.


وإلى جانب البعد السياسي، سعت إدارة ترامب إلى فتح آفاق استثمارية مع إيران، وهو ما وضع نتنياهو في موقف صعب، خاصة أن أي اتفاق يمنح إيران هامشًا من الشرعية من شأنه تقويض الرواية الإسرائيلية.


تراجع العلاقة الشخصية خلال "مهلة الستين يومًا"


ومنذ زيارة نتنياهو الاخيرة الى البيت الابيض في شهر نيسان الماضي، وسماعه بشكل مفاجئ نبأ التفاوض مع طهران، بدأت المسار الانحداري حيث راودت اسرائيل شكوكا بإمكانية اتجاه ترامب نحو مقايضات لا تخدم "الخطوط الحمراء" الإسرائيلية، وجاءت زيارة الرئيس الاميركي الى الخليج العربي، واعلانه رفع العقوبات عن سوريا ولقائه برئيسها احمد الشرع لتضع تل ابيب في موقف صعب، فمن جهة لم تتمكن من الحصول على ضوء اخضر اميركي لضرب ايران، ومن جهة ثانية لم يستمع ترامب لهواجسها في الملف السوري.


ترامب اعلن عن منح ايران مهلة 60 يوما للتوصل الى اتفاق، وخلال تلك الفترة وتحديدا قبل أسابيع قليلة من انتهائها سرت معلومات عن اقتراب واشنطن وطهران من التوصل لاتفاق من شأنه منح إيران حق تخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3%، إلى جانب مكاسب اخرى، لكن هذه التسريبات فجّرت غضب فريق في الجناح الجمهوري، حيث كشف الصحفي اليميني مارك ليفين، ، ان اكثر من 170 نائبًا جمهوريًا، إضافة إلى اعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين ، يرفضون رفضا باتا السماح لايران بالتخصيب.


نتيجة هذا الضغط من الدائرة القريبة منه، خرج ترامب معلنًا على منصاته الخاصة أنه لن يسمح لإيران بالتخصيب مطلقًا، في انعطافة مفاجئة أعادت خلط الأوراق.


الخيار العسكري يعود للواجهة


بعد انقضاء مهلة الستين يومًا، أبلغ نتنياهو الإدارة الأميركية بتحضيرات عسكرية إسرائيلية لشنّ ضربة ضد إيران. في هذه الأثناء، بدأ ترامب يقتنع تدريجيًا أن الخيار العسكري قد يكون هو المدخل الأفضل لفرض الشروط على طهران، وكان واضحا أن تدمير منشأة فوردو المحصنة في اعماق الجبال، وهي درة البرنامج النووي الإيراني، يتطلب تدخلًا أميركيًا مباشرًا. وهذا ما حصل بالفعل، ومن جهتها عملت اسرائيل على استهداف العلماء النوويين فكانت النتيجة عودة البرنامج النووي الذي عملت عليه ايران لعقود الى المربع الاول.


نجحت الضربة المزدوجة الأميركية–الإسرائيلية في إعادة البرنامج النووي الإيراني إلى نقطة البداية، لكن مستوى العلاقة الشخصية والسياسية بين ترامب ونتنياهو لا تزال في طور التراجع، فالتوتر لم يكن فقط خلافًا حول الأساليب، بل كان صراعًا بين رجلين يسعيان لفرض إرادتهم، كلٌ بطريقته. فبينما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي يرى في الضربة العسكرية ضرورة وجودية، كان الرئيس الاميركي يراها ورقة تفاوضية.


إيران التي تعرضت لضربات كبيرة خسرت معها قدراتها النووية الأساسية، تمكن نظامها من ابقاء نفسه على قيد الحياة حتى الآن وعليه ان يبدأ التحضير لجولة مفاوضات جديدة، سيكون فيها ملف الصواريخ الباليستية التي يمتلكها العنوان الأبرز.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة