اقليمي ودولي

روسيا اليوم
الأربعاء 25 حزيران 2025 - 12:24 روسيا اليوم
روسيا اليوم

علي رضا أكبري... من دبلوماسي إلى جاسوس كشف خفايا منشأة "فوردو" النووية

 علي رضا أكبري... من دبلوماسي إلى جاسوس كشف خفايا منشأة "فوردو" النووية

ارتبط اكتشاف خفايا منشأة "فوردو" النووية الإيرانية لأول مرة بقضية تجسس كبرى، دارت حول شخصية بارزة داخل النظام الإيراني. إذ عجزت السلطات الإيرانية لفترة عن تأكيد شكوكها، قبل أن تصل إلى الخبر اليقين من مصادر موثوقة.


العميل الرفيع المستوى الذي جنده جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني "مي – 6"، كشف في عام 2008 أن "فوردو" ليست مجرد موقع تخزين كما كانت تعتقد الاستخبارات الغربية، بل منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم، شُيدت في باطن الأرض على عمق بين 80 إلى 90 متراً، وقادرة على استيعاب 3000 جهاز طرد مركزي، إضافة إلى أسرار فنية أخرى.


حين أبلغ جهاز "مي – 6" الإسرائيليين بهذه المعلومات الخطيرة في نيسان 2008، صدموا من دقتها، حسب ما صرح به يوني كورين، رئيس هيئة أركان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، والمتخصص في الفيزياء الحيوية، قبل وفاته عام 2019.


وتشير التحقيقات إلى أن هذه الشخصية الإيرانية هي علي رضا أكبري، الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع بين عامي 1998 و2005.


نسج جهاز "مي – 6" حبائله للإيقاع بأكبري وتجنيده عام 2004، عبر حفل استقبال في السفارة البريطانية بطهران، حيث بدأ السفير البريطاني وعميل "مي – 6" متخفياً التواصل معه بشكل غير رسمي، تحت غطاء المجاملة الدبلوماسية.


كان علي رضا أكبري آنذاك مسؤولاً عن التواصل مع سفراء الغرب لطمأنتهم بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو ما ساهم في قربه من مصيدة التجنيد.


مع مرور الوقت، تمت السيطرة على أكبري وتعزيز استمالته بمنحه وأسرته تأشيرات إقامة طويلة الأمد في بريطانيا، قبل أن يمنح الجنسية البريطانية في 2012، ويُسهل انتقاله إلى لندن حيث استقر مع أسرته في منطقة "هامرسميث".


تضمن الدعم المادي لأكبري دفع أكثر من مليوني يورو له، إضافة إلى عقارات فاخرة في لندن وفيينا وجنوب إسبانيا، فضلاً عن تأسيس شركات وهمية في تلك الدول لتسهيل تنقله واجتماعاته مع عملاء "مي – 6".


إلى جانب كشفه سر منشأة "فوردو"، زود أكبري البريطانيين بمعلومات هامة عن كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زاده، ونشاطات أكثر من 100 مسؤول مشارك في البرامج النووية والصاروخية، ويُعتقد أن هذه المعلومات ساهمت بشكل مباشر في اغتيال فخري زاده عام 2020 على يد الموساد الإسرائيلي.


عام 2008 كان نقطة تحول في مسيرة أكبري، إذ سلمه سر "فوردو" وأُبعد عن منصبه كنائب وزير دفاع، لكنه استمر كمستشار للمجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة علي شمخاني.


بدأت شكوك الاستخبارات الإيرانية تحوم حوله قبل مغادرته الوزارة، حيث اعتقل 4 أشهر في 2008 دون اعتراف، ثم أُطلق سراحه بفضل دعم بعض المسؤولين، وسُمح له بالسفر للخارج.


في 2010، بتدبير من "مي – 6"، تظاهر أكبري بنوبة قلبية أثناء وجوده في لندن للبقاء هناك أطول فترة، لكنه استمر في التنقل بين إيران وبريطانيا.


في 2019، استدعي فجأة إلى طهران بناءً على طلب من علي شمخاني، فاعتقلته وزارة الاستخبارات بعد استجواب مكثف، هذه المرة لم يتمكن من الإفلات.


في أيار 2023، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تأكيد استخبارات الحرس الثوري بأن أكبري هو من كشف عن نشاطات منشأة "فوردو" السرية للاستخبارات الغربية.


انتهت مسيرة أكبري الاستخباراتية التي امتدت 15 عاماً في كانون الثاني 2023، بإعدامه بتهمتي "الإفساد في الأرض" والتجسس، فيما واصل الإنكار مدعياً أن اعترافاته انتُزعت منه بالقوة.


شهادات ضباط استخبارات بريطانيين ودبلوماسيين أكدت أن علي رضا أكبري هو من أبلغ جهاز "مي – 6" بالغرض الحقيقي لمنشأة "فوردو" التي كانت بمثابة مركز رئيسي لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، وهو ما لم تكن الاستخبارات الغربية تعلمه بدقة سابقاً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة