وعلى صعيد الجبهة اللبنانية، فيجد علوش إنها من الجبهات التي يمكن أن يلجأ إليها نتياهو لتعويض تراجعٍ ما، أو للحصول على دعمٍ داخلي معين، ما يجعل من هذا الأمر، مصدر القلق الرئيسي اليوم ممّا يجري على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وممّا يُسجل من تداعيات على محاكمة نتنياهو شخصياً وملفاته وملفات حكومته الداخلية.
ورداً على سؤال عن هدف التصعيد بالأمس، فيقدّر علوش أنه يعود إلى معلومة جديدة أو رصدٍ لتحرك جديد في تلك المنطقة التي تعرضت للغارات، إنما التصعيد بدأ قبل ذلك عندما بدأت الحرب على مصادر تمويل المقاومة وهي حرب تتخطى الحدود اللبنانية، وبالتالي، فإن التصعيد الإسرائيلي تجاه لبنان كان من هذه الزاوية بالتحديد.
ومن ضمن هذا السياق، من المؤكد وفق علوش أنه كلما يكون هناك طرح أميركي جديد للملفات التي تعني لبنان والعدو الإسرائيلي، يحصل تصعيد إسرائيلي عسكري يقابله تصعيد إعلامي وسياسي، كما تصعيد بالتهديد الإقتصادي للبنان، وهذا بالتحديد ما يحدث اليوم تزامناً مع زيارة توماس براك إلى لبنان في الأسبوع الأول أو الثاني من تموز المقبل من أجل معرفة الجواب اللبناني، والذي من المفترض، وفق رغبة برّاك، هو أن يكون قد بدأ بإعلانه من خلال جلسة للحكومة يكون فيها بند حصر السلاح حاضراً ويتم إقراره بالإجماع.
إنما يبقى القلق دائماً من تحريك العدو للجبهة اللبنانية، كما يوضح علوش، الذي يرجّح بنسبةٍ كبيرة أن يستمر التصعيد العسكري والإغتيالات والعمل الأمني، إلى حين عودة توماس براك إلى بيروت، في مهلة أسبوعين، مع العلم أنه لا يؤتمن العدو الإسرائيلي على الإطلاق ولا يؤتمن نتنياهو الذي يواجه أزمات داخلية والذي كما جرت العادة، يجد الحل بالهروب إلى الأمام في جبهة من جبهات المنطقة.