المحلية

ليبانون ديبايت
السبت 28 حزيران 2025 - 16:56 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

رسائل ساخنة إلى لبنان... ماذا وراء التصعيد الإسرائيلي الأخير؟

رسائل ساخنة إلى لبنان... ماذا وراء التصعيد الإسرائيلي الأخير؟

"ليبانون ديبايت"

على وقع التصعيد الإسرائيلي الأخير، تتصاعد الأسئلة حول خلفيات هذه الخطوة ورسائلها المباشرة وغير المباشرة، فالغارات والاعتداءات التي طالت الجنوب اللبناني لم تكن مجرّد ردود فعل عسكرية معزولة، بل تأتي بحسب المراقبين في سياق سياسي وأمني أشمل، يتزامن مع نقاشات دولية حول مستقبل قوات "اليونيفيل" وموقع لبنان في خارطة التوازنات الإقليمية المتبدّلة.


في هذا السياق، يرى الصحافي والمحلل السياسي جورج علم، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "التصعيد الإسرائيلي الأخير، قد استدعى ردود فعل قوية سواء من رئيس الجمهورية أو من الحكومة اللبنانية، لكن من الضروري وضع هذا التصعيد في سياقه الأوسع فهو جاء متزامنًا مع الرسالة التي وجهها لبنان إلى الأمم المتحدة لطلب تجديد ولاية قوات "اليونيفيل"، وهذا الموضوع سيكون محوريًا في المرحلة المقبلة".


ويشير إلى أنه "على الرغم من كل المواقف المتباينة، أرى أن هناك نقاشًا جديًا داخل أروقة الأمم المتحدة حول مهام "اليونيفيل"، وإذا ما كانت ستستمر، فما هو الدور المطلوب منها، خاصةً أن إسرائيل لا تحبذ بقاء هذه القوات في الجنوب، لأنها ترى في ذلك عائقًا أمام جعل الجنوب، حتى الليطاني، منطقة آمنة لها"..


ويؤكّد أن "هذا التصعيد بالتزامن مع ورقة العمل التي طرحها المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لدى أنقرة، السفير توماس بارك، خلال زيارته إلى بيروت، وتتستدعي هذه الورقة إجماعًا وطنيًا لأنها تناولت مسائل متعددة، من بينها سلاح حزب الله، ومسألة الحدود وترسيمها، ومستقبل العلاقة بين لبنان والعدو الإسرائيلي، إضافة إلى نقاط أخرى تتعلق بالجيش اللبناني ودوره قوات اليونيفيل، وقد حملت هذه الورقة عناوين تعتبر مقلقة وربما أكبر من طاقة لبنان على الإجابة عليها في هذه المرحلة".


ويوضح أن "التصعيد الإسرائيلي جاء أيضًا ردًا على مواقف إعلامية صادرة عن حزب الله، بعد إعلان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية عن "الانتصار على إسرائيل"، وهو ما أكده الحزب بدوره، مجددًا ولاءه لإيران، ومعلنًا جاهزيته للتصدي لأي تطور مستقبلي محتمل، هذا المشهد أزعج إسرائيل، وأوحى بأن حزب الله ما زال يتمتع بحيوية لافتة على الساحتين السياسية والإعلامية، رغم أنه لم يشارك ميدانيًا في المواجهة العسكرية التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، كل هذا قد يكون دفع بالعدو الإسرائيلي إلى تنفيذ التصعيد أو إرسال رسالة ساخنة إلى لبنان والحزب".


ويلفت إلى أن "لبنان يقف فعليًا أمام حائط مسدود، فرئيس الجمهورية بخطاب القسم، والحكومة اللبنانية ببيانها الوزاري، أكدا على مسألة "حصرية السلاح"، ولكن هذا الملف لم يُحسم بعد، لأن حزب الله يربط سلاحه بشروط محددة، وهي:

1- عدم تسليم السلاح إلا في إطار استراتيجية دفاعية واضحة.

2- انسحاب إسرائيل الكامل من كافة الأراضي اللبنانية.

3-وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

4- فتح باب الحوار حول مصير السلاح بعد ذلك".


هذه الشروط كما يؤكد علم، تشكّل الإطار العام لفهم العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.


ويقول: "نحن اليوم أمام أيام حارة جدًا إذا لم يتدخل الأميركي بصورة مباشرة على قاعدة "خطوة مقابل خطوة"، أي أن تُقدم إسرائيل على الانسحاب من النقاط المتنازع عليها، مقابل انخراط الحكومة اللبنانية في حوار وطني جدي حول تنظيم مسألة حصرية السلاح، سواء في ما يتعلق بسلاح حزب الله أو في المخيمات الفلسطينية، التي تحتوي على سلاح غير ظاهر ولكنه قابل للتحول إلى تهديد أمني في أي لحظة".


والنقطة الجوهرية، برأي علم، أن "العهد اليوم يواجه معضلة حقيقية، فهو يريد تنفيذ إصلاحات، لكن لا يمكن إطلاق هذه الإصلاحات في ظل الجو المأزوم، ما بين الاعتداءات الإسرائيلية من جهة، ومواقف حزب الله التي يعتبرها مبدئية من جهة أخرى".


ويشدّد في الإطار على أن "الموضوع الأبرز والأكثر إلحاحًا هو إعادة إعمار الجنوب، وهذه مسألة بالغة الأهمية، لأنها أولًا تحتاج إلى تمويل غير متوفر حاليًا، وثانيًا تحتاج إلى مناخ سياسي جديد، توافق عليه الولايات المتحدة وإسرائيل، لضمان تنفيذ الإعمار في بيئة مختلفة عن تلك السائدة اليوم في الجنوب".


من هنا، يرى أن "الأزمة بالغة التعقيد، لكن في المقابل، هناك جهود دبلوماسية تبذل حاليًا في الكواليس، بهدف إنجاح ما يُعرف بـ"المسار الدبلوماسي" في لبنان، ورغم أن هذا المسار لم يُترجم بعد إلى خطوات ملموسة، إلا أنه قد يشكل بارقة أمل".


ويتابع: "تبقى النقطة الأضعف هي داخل البيئة الشيعية، فهل سيستمر التماسك الداخلي في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه؟ ويبقى الجنوب ساحة مباحة أمام الاعتداءات الإسرائيلية، ومدنه وقراه مدمّرة، ومواطنوه بلا منازل أو أراضٍ زراعية يمكن استثمارها، فما هو موقف المجتمع الشيعي إذا استمرت المعاناة؟ خاصةً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد اتخذ موقفًا حاسمًا خلال الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، عندما شدد على أن لبنان لن يتورط في هذه الحرب، وهو ما حصل بالفعل، لكن في المقابل، باتت الأوضاع المعيشية ضاغطة على اللبنانيين عمومًا، وعلى الطائفة الشيعية خصوصًا، والتي دفعت أثمانًا فادحة من هذه الحرب أكثر من أي طائفة أخرى".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة