اقليمي ودولي

العربية
الأحد 29 حزيران 2025 - 14:13 العربية
العربية

شلل مفاجئ يضرب النظام المالي في إيران... والسبب!

شلل مفاجئ يضرب النظام المالي في إيران... والسبب!

قال مسؤولون إسرائيليون وأشخاص مطلعون، إن قراصنة إلكترونيين مؤيدين لإسرائيل شنّوا هجمات على النظام المالي الإيراني، تزامناً مع القصف الإسرائيلي والأميركي لمواقع نووية إيرانية، مما أدى إلى شلل بنك "سبه" المملوك للدولة وتعطيل أكبر منصة تداول عملات رقمية في إيران.


وكشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأحد، أن مجموعة قرصنة تُعرف باسم "سبارو المفترسة" استهدفت منظمات مالية يستخدمها النظام الإيراني لتحويل الأموال والتحايل على الحصار الاقتصادي الذي تقوده الولايات المتحدة.


وأضاف التقرير أن المجموعة، التي تعمل بشكل مجهول، نشرت عبر منصة X تحديثات عن نشاطها، مشيرة إلى أنها شلّت عمل بنك "سبه"، الذي يقدم خدمات للقوات المسلحة الإيرانية ويساعدها في دفع مستحقات الموردين في الخارج، مما أدى إلى تعطيل خدماته المصرفية الإلكترونية وأجهزة الصراف الآلي. وأقرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بحجم الضرر.


كما أشار التقرير إلى أن "سبارو المفترسة" اخترقت بورصة "نوبیتكس"، وهي أكبر منصة تداول عملات رقمية في إيران، حيث تمكن القراصنة من استخراج نحو 100 مليون دولار من أموال المستخدمين، ما اضطر المنصة إلى التوقف عن العمل مؤقتاً، مع خطط لإعادة تشغيلها خلال الأسبوع المقبل.


ووصفت المجموعة الهجومين بأنهما استهدفا "شرايين الحياة المالية" للحرس الثوري الإيراني، داعية الشعب الإيراني إلى سحب أموالهم قبل فوات الأوان.


وفي محاولة للحد من تأثير الهجمات، قامت الحكومة الإيرانية بقطع الإنترنت عن أجزاء واسعة من البلاد، وحظرت مواقع إلكترونية أجنبية، محذرة المواطنين من استخدام الأجهزة والتطبيقات التي قد تجمع بيانات حساسة لصالح جواسيس إسرائيليين. كما حظرت استخدام الحواسيب المحمولة والساعات الذكية بين المسؤولين الحكوميين.


وقال ديدي لاڤيد، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني "سايفرز" في تل أبيب، إن "مستوى تعقيد الهجمات، وأهدافها، ورسائلها الجيوسياسية تتوافق مع نمط جهة سيبرانية متحالفة مع إسرائيل".


وأكد مسؤولون في المكتب الوطني الإسرائيلي لمكافحة تمويل الإرهاب أنهم لا يمتلكون معلومات تؤكد ارتباط مجموعة "سبارو المفترسة" رسمياً بالسلطات الإسرائيلية، لكنهم أشاروا إلى أن إسرائيل تستهدف البنية التحتية الاقتصادية التي تمكّن إيران من تمويل جيشها ووكلائها، وقد فرضت عقوبات مشددة على البنك المركزي الإيراني ومصارف أخرى خلال الفترة الأخيرة.


يأتي هذا التطور في سياق مواجهات متبادلة استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، حيث شنت الولايات المتحدة غارات على 3 منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، ردّت عليها طهران بقصف قواعد عسكرية في قطر والعراق دون تسجيل إصابات. ثم أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بشكل مفاجئ.


ولفت خبراء أمنيون إلى أن توقف العمليات العسكرية لا يعني نهاية الحرب السيبرانية التي يُرجح أن تستمر، حيث تسعى إسرائيل إلى إضعاف النظام الإيراني عبر ضرب بنيته الاقتصادية والعسكرية.


شهدت المنطقة توتراً عسكرياً غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية بين إيران وإسرائيل، تخللته غارات جوية أميركية على منشآت نووية إيرانية وأعمال رد انتقامية من طهران على قواعد في دول مجاورة. بالتزامن مع المواجهات، تصاعدت الحرب السيبرانية التي تعد جزءاً من استراتيجية متكاملة لإضعاف القدرات الإيرانية على أكثر من جبهة.


وتشير تقارير سابقة إلى أن النظام الإيراني يعتمد بشكل متزايد على منصات مالية إلكترونية ووسائل تحويل غير تقليدية للتعامل مع العقوبات الأميركية الخانقة، ما دفع الأطراف المعنية إلى استهداف هذه القنوات الحيوية ضمن حملة الضغط القصوى.


تأتي هذه الهجمات الإلكترونية وسط تحذيرات دولية متزايدة من خطر التدهور الأمني في المنطقة، وسط مخاوف من تصاعد الصراع الإقليمي وتأثيره على الأمن العالمي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة