"لم تعد قائمة"... واشنطن تنهي خطة تهجير سكان غزة التي طرحها ترامب

أفاد مصدر أميركي مشارك في الوساطة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس بأن فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لم تعد مطروحة على الطاولة. وأكد المصدر، الذي نقلت عنه صحيفة "الشروق" المصرية اليوم الأحد، أن "خطة الإخلاء الكامل لقطاع غزة وتهجير سكانه، كما اقترحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لم تعد قائمة".

وأوضح المصدر أن الإدارة الأميركية الحالية تركز على التوصل إلى حل يضمن إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 19 شهراً، مشدداً على دعم الولايات المتحدة لاتفاق يوقف المعاناة ويعيد الاستقرار للمنطقة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حثّ في وقت سابق اليوم إسرائيل وحماس على إبرام صفقة لوقف إطلاق النار في غزة تهدف إلى إطلاق سراح المختطفين الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر الماضي. وكتب ترامب عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال": "أبرموا صفقة في غزة، استرجعوا الرهائن!!!"، في محاولة للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء النزاع الذي طال أمده.

ويأتي هذا بعد تصريحات ترامب مساء الجمعة الماضي، التي قال فيها إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة "بات قريباً وقد نصل إليه الأسبوع المقبل"، في إشارة إلى تقدم محتمل في مفاوضات السلام.

وكان ترامب قد طرح سابقاً فكرة إخلاء قطاع غزة بالكامل، مع إدارة أميركية للقطاع وتحويله إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، إضافة إلى اقتراحه تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن ودول أخرى، وهو ما قوبل برفض قاطع من تلك الدول.

وأكدت مصر، عبر بيانات رسمية، أنها ترفض بشكل قاطع أي تهجير قسري أو طوعي للفلسطينيين، ووضعت خطة لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في القطاع، والتي تم اعتمادها في قمتين عربيتين وإسلاميتين تحت مسمى "الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة".

وفي يناير الماضي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن "تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، معتبراً أن "الظلم التاريخي للفلسطينيين وتهجيرهم سابقاً لن يتكرر مجدداً". فيما شددت الأردن على أن تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية أو قطاع غزة "خط أحمر".

من جانبها، تسعى القاهرة إلى استضافة مؤتمر دولي حول التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرتها النمساوية، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن بلاده ستنسق مع الأمم المتحدة والبنك الدولي لعقد مؤتمر في القاهرة لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية، مؤكداً ضرورة تثبيت السكان الفلسطينيين على أرضهم ومواجهة جميع محاولات التهجير "المرفوضة تماماً".

ونوه بدر عبد العاطي إلى تكثيف جهود مصر لتحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء معاناة المدنيين في غزة، معبراً عن استيائه مما وصفه بـ"القتل العمد وارتكاب جرائم تحت أنظار المجتمع الدولي دون تحرك جاد لوقفها".