ويرى مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة حماس في لبنان، محمود طه، في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أنه في ظل ما يُتداول من تسريبات حول بعض المقترحات التي تُطرح في سياق جهود التهدئة، والتي تشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإفراجاً عن عدد من المعتقلين، يبدو واضحاً أن هناك حراكاً دبلوماسياً مكثفاً ومحاولات لبلورة مبادرة جديدة.
لكن حتى اللحظة، وفق طه، لا توجد مواقف رسمية واضحة تجاه هذه المقترحات باستثناء موقف قيادة حركة حماس المركزية، وفي هذا الإطار، نؤكد في حركة حماس أننا نتعامل بجدية ومسؤولية مع أي مبادرة تُطرح، شريطة أن تصبّ في مصلحة شعبنا وتحفظ حقوقه الوطنية.
ويضيف: "نحن في حماس ننظر بإيجابية إلى أي جهد حقيقي يمكن أن يؤدي إلى وقف العدوان المتواصل والمجازر اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة. كل يوم هناك مئات الشهداء، من الأطفال والنساء، في ظل صمت دولي وتواطؤ واضح".
ويتابع: "يهمّنا أولاً وأخيراً وقف هذا العدوان المستمر، ولكن ليس فقط من باب التهدئة المؤقتة. نحن نريد وقفاً شاملاً ودائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً من قطاع غزة، بما يضمن إنهاء الاحتلال، وفتح الطريق أمام استعادة حقوق شعبنا الفلسطيني كاملة غير منقوصة".
ويأسف طه لأنه لا يرى حتى الآن أي جدية حقيقية من قبل الإدارة الأميركية في وقف العدوان الإسرائيلي، ويقول: "لو كانت هناك إرادة أميركية فعلية، لكان من الممكن منذ أشهر وقف الحرب، خصوصاً أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب صرّح بالأمس قائلاً إنه لو كان في موقع المسؤولية لكان أوقف العدوان خلال أسبوع واحد فقط."
ويضيف: "ما نشهده على الأرض يناقض تماماً هذه التصريحات، فبينما تُطلق مواقف إعلامية تدعو إلى التهدئة، يتم في الوقت نفسه إرسال السلاح والذخائر إلى إسرائيل، لتواصل عدوانها ومجازرها بحق المدنيين، في مشهد يفضح ازدواجية المعايير الأميركية."
وينبّه إلى أن "الإدارة الأميركية، حتى اللحظة، لم تثبت أنها جادة في وقف إطلاق النار، ولا تزال مواقفها منحازة بالكامل للاحتلال، والمطلوب اليوم موقف أميركي واضح وصريح يعلن وقف إطلاق النار، مع ممارسة ضغط حقيقي وفعّال على حكومة نتنياهو لوقف العدوان، والالتزام بأي اتفاق من الممكن التوصل إليه في الأيام المقبلة."
وعن احتمال نجاح المبادرة القطرية، يقول: "إذا كان لدى الاحتلال الإسرائيلي نيّة فعلية لوقف إطلاق النار والالتزام بمقتضيات المبادرة المطروحة، وإذا اقترن ذلك بضغط حقيقي وجاد من الإدارة الأميركية، فإننا نعتقد أن المبادرة يمكن أن تنجح."
ويذكر أنه كما جرت العادة في المحطات السابقة، يتم الترويج إعلامياً لأجواء إيجابية، بينما الواقع على الأرض يقول عكس ذلك. في كل مرة تُقدَّم وعود، لكن ما يحدث فعلياً هو تضليل للرأي العام وخداع للناس، وهو ما يُفقد أي مبادرة جديتها ومصداقيتها.
ويختم: "للأسف، لا تزال الإدارة الأميركية تتعامل بازدواجية، وما يُقال في الإعلام لا ينعكس في الميدان، ومع ذلك، نحن كفلسطينيين، نأمل بصدق أن تكون هذه المرة مختلفة، وأن تتوفر إرادة دولية حقيقية لوقف العدوان، وأن تكون الإدارة الأميركية صادقة في مواقفها، لا كما جرى في المحطات السابقة."