اقليمي ودولي

الجزيرة
الخميس 03 تموز 2025 - 10:00 الجزيرة
الجزيرة

بعد تجدّد نشاطها مؤخرًا... سوريا قد تشهد عودة داعش للواجهة مجددًا

بعد تجدّد نشاطها مؤخرًا... سوريا قد تشهد عودة داعش للواجهة مجددًا

كشفت وزارة الداخلية السورية عن إلقاء القبض على خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، مسؤولة عن تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق يوم 22 حزيران الماضي، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 25 مواطناً سوريا مسيحياً. ويرأس الخلية عبد الإله الجميلي، المعروف بوالي الصحراء في التنظيم، والمنحدر من منطقة الحجر الأسود بريف دمشق.


وأعلنت الوزارة في مؤتمر صحفي أن الخلية كانت تخطط لهجوم ثانٍ يستهدف مقام السيدة زينب في ريف دمشق، لكن تم إلقاء القبض على الانتحاري قبل التنفيذ، مما يشير إلى توجه التنظيم لتنفيذ المزيد من العمليات في سوريا. وكان التفجير في الكنيسة قد سبقته هجمات على قوات حكومية في محافظتي حمص والسويداء.


وأكدت مصادر أمنية لـ"الجزيرة نت" أن خلايا التنظيم اتخذت منذ مطلع العام الحالي قراراً بالانتقال من البادية السورية إلى أرياف دير الزور وحمص وحلب ودمشق، مستغلة الفراغ الأمني في هذه المناطق، حيث تركز عمليات التحالف الدولي بشكل رئيسي على البادية، وتدعم الحكومة السورية عمليات تمشيط مستمرة في تلك المناطق.


وحسب إعلان الوزارة، فإن الخلية المقبوض عليها قدمت من مخيم الهول في محافظة الحسكة، الذي يضم مئات عناصر التنظيم وعوائلهم، وهو خاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تصر على الاحتفاظ به رغم اتفاق أولي مع الحكومة السورية في حزيران 2025 لنقل السيطرة إليه.


وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضبط خلايا تنظيم الدولة القادمة من شمال شرق سوريا، حيث كانت هناك خلايا أخرى في حلب في أيار الماضي قدمت من نفس المناطق.


ومنذ آذار الماضي، تشهد الحدود العراقية السورية استنفاراً أمنياً بسبب مخاوف العراق من تسلل عناصر التنظيم، مما دفع بغداد لتعزيز التنسيق الأمني مع دمشق، عبر إرسال شخصيات عدة منها رئيس المخابرات حميد الشطري والمبعوث عزت الشابندر. كما تحاول العراق استعادة مواطنيها المحتجزين في مخيم الهول، والذين يقدر عددهم بأكثر من 15 ألف شخص.


وحذرت قوات سوريا الديمقراطية، عبر قائدها مظلوم عبدي، من عودة تنظيم الدولة بعد سقوط بشار الأسد، ما دفع التحالف الدولي لدعم نقل السيطرة على سجون احتجاز عناصر التنظيم إلى الحكومة السورية.


وأظهرت مقابلات مع عناصر التنظيم المحتجزين في سجون "قسد" وجود تنسيق بين الداخل والخارج، وتحضير خطط لاستهداف الدولة السورية، خاصة مع وجود حالة سخط بين شرائح شبابية على نهج الحكومة، واتهامات للتساهل في ملاحقة فلول النظام السابق.


وتدير "قسد" قرابة 26 سجناً يحتجز فيها أكثر من 10 آلاف سجين من جنسيات مختلفة في ظروف وصفتها تقارير بأنها تزيد التطرف وتسمح بالفساد والتواصل مع الخارج، فضلاً عن عمليات تهريب عناصر من السجون.


بعد هجوم مار إلياس، أكدت الولايات المتحدة الأميركية ضرورة سيطرة الحكومة السورية على مراكز احتجاز عناصر التنظيم.


وتتوقع دراسات سورية ودولية حدوث هجمات جديدة، مستندة إلى سلوك التنظيم السابق، الذي نفذ في العراق 30 هجوماً في يوم واحد عام 2012 استهدفت دور عبادة. ويهدف التنظيم إلى زعزعة الاستقرار الذي تسعى الحكومة السورية لإرسائه، وتعطيل جهود بناء الدولة.


وتزامنت تهديدات التنظيم في أيار 2025 مع انخراط سوريا في غرفة عمليات إقليمية تشمل تركيا والأردن ولبنان والعراق، بالإضافة إلى تنسيق مع واشنطن، مما أثار حنق التنظيم ورغبته بضرب جهود الحكومة الأمنية.


وحذرت مجموعة سايت إنتليجنس الأمنية من قراءة تراجع عمليات التنظيم خلال النصف الأول من 2025 على أنه ضعف، بل على أنه مرحلة إعادة صياغة للاستراتيجية، مع استخدام خلايا نائمة مزودة بأسلحة كاتمة للصوت.


تُضاف إلى ذلك التوترات الطائفية التي تحدث بين الحين والآخر، والمرونة التي تظهرها الحكومة تجاه المكونات المختلفة، ما يتيح للتنظيم استغلال الأوضاع من خلال خطاباته التي تستهدف الحكومة متهمة إياها بعدم تطبيق الشريعة.


على الجانب الآخر، يواجه التنظيم تحديات عدة منها إرهاق المجتمع السوري والرغبة العامة في استعادة الاستقرار والبدء بعملية إعادة البناء.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة