بعد ٢٣ عاماً على زيارتها الأولى في مطلع تشرين الثاني من العام ٢٠٠٢، عادت ذخائر القديسة تيريزا الطفل يسوع، "زهرة يسوع الصغيرة"، إلى الجنوب الحدودي حاملة رسالة سلام وإيمان، ومطرزةً رجاءً ومحبة، رغم الاعتداءات المستمرة منذ الحرب الأخيرة.

أفاد مراسل "ليبانون ديبايت"، أن الزيارة التي تأتي في الذكرى المئوية الأولى لإعلان قداستها، شكّلت حدثًا روحيًا وإيمانيًا كبيرًا، توزّع بين قرى وبلدات قضاء مرجعيون، حيث استُقبلت الذخائر بحفاوة لافتة ونثر الأرز والورود، بدءًا من جسر الخردلي، بوابة الجنوب.

انطلق الموكب باتجاه بلدة ديرميماس، حيث استقبل الأهالي الذخائر المقدسة عند المفترق الرئيسي، ورفعوا الصلوات ونالوا البركة، قبل أن يواصل الموكب مسيره نحو بلدات برج الملوك، القلبعة، وجديدة مرجعيون، وسط استقبال شعبي حاشد تقدّمه كهنة الرعايا، على وقع الترانيم والتسابيح الخاصة بالقديسة تيريزا، والمفرقعات والأسهم النارية، وإطلاق مسبحة ضخمة من البالونات باللونين الأبيض والأحمر في السماء.


وفي بلدة القليعة، باتت الذخائر ليلتها في كنيسة مار جرجس الأثرية، بعد زيارة لكابيلا القديسة تيريزا التي بُنيت إكرامًا لها بعد زيارتها الأولى. ورافق الموكب مسيرة روحية انطلقت من وسط البلدة وسط قرع الأجراس وتحية الأهل، بمشاركة فرقة موسيقى "اليونيفيل" الإسبانية التي عزفت معزوفات دينية للمناسبة. وحُملت الذخائر على الأكف من قبل الأهالي والجنود، وصولًا إلى كنيسة مار جرجس، حيث أُقيمت صلوات لطلب السلام في لبنان والمنطقة.
وفي قضاء صور، حطت الذخائر في مقر القطاع الغربي لقوات "اليونيفيل" في بلدة شمع، حيث أُعدّ لها حفل استقبال بحضور الجنرال نيكولا ماندوليسي، وضباط وجنود الكتيبة الإيطالية والوحدات الدولية الأخرى، بمواكبة من الجيش اللبناني. ووضعت الذخائر في صالة مخصصة داخل القيادة، حيث تبارك منها الجنود الدوليون، وتلا أحد الضباط سيرة حياة القديسة تيريزا.

واختُتمت الزيارة في المقر بقداس إلهي داخل كنيسة القيادة، ترأسه أحد آباء الكتيبة الإيطالية، بمشاركة جنود "اليونيفيل"، قبل أن تُختتم بمراسم التبريك والتقاط الصور التذكارية.
ومن المقر، تابعت الذخائر جولتها متجهة إلى بلدة قانا الخليل، حيث أُعدّ لها استقبال رسمي وشعبي تنظمه الرعايا والكنيسة، بحضور نواب المنطقة وفعالياتها الدينية والاجتماعية.