حصل "ليبانون ديبايت" على مقطع فيديو صُوّر خلال إحياء مراسم عاشوراء في منطقة زقاق البلاط، لا يفصلها عن السراي الحكومي في وسط بيروت سوى مئات الأمتار، ويظهر فيه عدد من المشاركين وهم يجوبون المكان حاملين أسلحة رشاشة، مردّدين هتافات من بينها: "لبيك يا نصرالله، لبيك حزب الله".
المشهد الذي التقطته عدسة الكاميرا يُعيد فتح ملف السلاح المتفلّت على مصراعيه، خصوصًا أنّه يأتي في مناسبة دينية وفي قلب العاصمة، وعلى مقربة من مقرّ رئاسة الحكومة، ليطرح علامات استفهام كبيرة حول جدية الحديث عن نزع السلاح وحصره بيد الشرعية اللبنانية، في وقت تتحوّل فيه شوارع بيروت شيئًا فشيئًا إلى ساحات استعراض عسكري في وضح النهار.
ويبرز هذا الفيديو في ظل تمسّك حزب الله بخطابه التقليدي الرافض للتخلّي عن السلاح بذريعة "المقاومة"، في وقت يُظهر الواقع صورة مغايرة تمامًا: أسلحة متفلّتة بأيدي مدنيين، تجوب أحياء تعج بالعائلات والمتاجر والمؤسسات الرسمية، مهدّدةً السلم الأهلي ومستقبل الحياة السياسية في لبنان.
ليبقى السؤال معلّقًا أمام أعين الرأي العام:
ما جدوى كل هذه الدعوات لنزع السلاح، إذا كان السلاح نفسه يعبر الشوارع بأريحية على بُعد أمتار من قلب القرار اللبناني؟