انتقد النائب جميل السيد، في منشورٍ له على منصة "إكس"، طريقة تعاطي الدولة اللبنانية مع المفاوضات المتعلقة باتفاقات وقف إطلاق النار، متهماً إياها بالتخلّي عن دورها السيادي وتحويل نفسها إلى "وسيط بلا مسؤولية" بين الأطراف الخارجية والداخلية.
وقال السيّد أن الدولة لعبت دور "الوسيط" في زمن الموفد الأميركي أموس هوكشتاين من خلال الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، حيث وافق الجميع على صيغة اتفاق بضمانات وصفها بـ"الوهمية" تجاه إسرائيل، فكانت النتيجة، بحسب تعبيره، "كما يعلم الجميع".
وأضاف أنّ الدولة تلعب اليوم الدور نفسه في زمن الموفد الأميركي توم برّاك، من خلال الرؤساء ميشال عون، نبيه برّي ونواف سلام، بشأن رسالة أميركية تتضمّن وعوداً وبنوداً، بينها "تسليم سلاح حزب الله"، من دون أي ضمانات واضحة تلزم إسرائيل بأي التزام.
وشدّد السيّد على أنّ الدولة، سواء في حالة هوكشتاين أو برّاك، تتصرّف كوسيط بين "فريق خارجي وفريق محلّي"، مشبهاً دورها بـ"أبو ملحم" الذي يحاول إرضاء الجميع من دون تحمّل أي مسؤولية، ما يعني عملياً، وفق تعبيره، أنها "ألغت دورها كدولة".
وتابع: "كيف تكون الدولة دولة؟ عليها أولاً أن تدرس البنود الأميركية بشكل واضح، وأن ترى ما لها وما عليها، خصوصاً ما الذي تضمنه إسرائيل للبنان من التزامات مؤكدة بالمكان والزمان والنتائج. وعندئذ، يمكن للدولة أن تتوجّه إلى شعبها وجيشها وحزب الله وتحدد التزاماتها الرسمية".
وختم بالقول: "بهذا الشكل تكون المفاوضات على الطريق الصحيح، أما غير ذلك، فستجرّنا إسرائيل أكثر مما فعلت مع محمود عباس، الذي قدّم لها كل شيء ولم يحصد لا دولة ولا حقوق ولا حتى ربع دولة".