كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقولته بأنه نجح في إيقاف 6 حروب، بينها واحدة كادت تندلع بين مصر وإثيوبيا، مشيراً إلى أنّ الحرب الروسية – الأوكرانية ستكون السابعة، ومصوّراً نفسه كـ"صانع سلام" يستحق جائزة نوبل، وسط تساؤلات حول دقّة هذه الادعاءات.
وبحسب موقع "أكسيوس"، فإن معظم النزاعات التي أشار إليها ترامب لم تُحل نهائياً أو لم تُوقع بشأنها اتفاقات سلام رسمية، ومنها الصراع بين مصر وإثيوبيا على خلفية سد النهضة، رغم تسجيله بعض الاختراقات الدبلوماسية في ولايته الثانية. وأوضح الموقع أنه أرسل لائحة بهذه النزاعات إلى البيت الأبيض الذي أكدها وأضاف نزاعاً سابعاً.
دخل البلدان في أزمة دبلوماسية بسبب سد النهضة الذي تخشى القاهرة أن يهدد أمنها المائي. وقال البيت الأبيض إن "الحرب حُلّت بوساطة ترامب"، رغم أنه لم تقع حرب فعلية ولم يُوقّع أي اتفاق. ويزعم ترامب أنه منع اندلاع مواجهة عسكرية بين القاهرة وأديس أبابا، علماً أن إثيوبيا انسحبت من المفاوضات آنذاك واتهمته بالتحريض بعد تصريحه بأن "مصر قد تفجر السد".
أبرم البلدان قبل أسابيع اتفاق سلام في البيت الأبيض برعاية ترامب، بعد نزاعات حدودية متكررة منذ الثمانينات، آخرها عام 2023، حيث تم الاتفاق على فتح "طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي".
وقّعتا في حزيران الماضي اتفاقاً برعاية أميركية في البيت الأبيض بعد نزاع حدودي طويل، لكن الجيش الكونغولي وحركة "M23" المدعومة من رواندا تبادلا الاتهامات بخرق الاتفاق.
شهد حزيران الماضي تصعيداً عسكرياً عقب ضربات إسرائيلية – أميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية. وبعدها أعلن البيت الأبيض عن اتفاق إطلاق نار بين إيران وإسرائيل، رغم أن الولايات المتحدة كانت طرفاً مباشراً في القتال. ويؤكد مراقبون أن احتمالات تجدد المواجهة ما زالت قائمة.
قال ترامب إنه أجبر البلدين على التهدئة والتوقيع على وقف كامل لإطلاق النار عبر الضغط التجاري، لكن نيودلهي نفت تدخله، مؤكدة رفضها أي وساطة خارجية.
أعلنتا في حزيران الماضي اتفاق وقف إطلاق نار لإنهاء نزاع حدودي استمر 5 أيام وأسفر عن عشرات القتلى وآلاف النازحين، وجاء الاتفاق في ماليزيا بعد ضغوط ترامب، إلا أن البلدين تبادلا لاحقاً الاتهامات بخرقه.
رعى ترامب عام 2020 "اتفاق واشنطن" بين الطرفين، لكنه اقتصر على التفاهمات الاقتصادية وظل محدود الأثر، فيما بقي التوتر قائماً حول قضايا السيادة والهوية.
وأشار "أكسيوس" إلى أن هذه النزاعات، رغم محاولات ترامب تسويقها كإنجازات، ما زال معظمها بعيداً عن تسويات شاملة ودائمة، وسط مساعيه المتكررة للحصول على جائزة نوبل للسلام.