أعلنت إسرائيل، مساء أمس السبت، أنها سترسل فريقًا تفاوضيًا إلى قطر اليوم الأحد، لإجراء محادثات غير مباشرة تهدف إلى التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تصعيد ميداني عنيف أسفر عن مقتل 42 فلسطينيًا خلال الساعات الماضية، وفق ما أفاد الدفاع المدني في القطاع.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل أُبلغت الليلة الماضية بتعديلات اقترحتها حركة حماس على المقترح القطري، واصفًا إياها بأنها "غير مقبولة"، لكنه أشار إلى أن نتنياهو أصدر توجيهات بإيفاد فريق التفاوض إلى الدوحة لمواصلة الجهود على أساس المقترح القطري، الذي كانت إسرائيل قد وافقت عليه سابقًا.
وكانت حركة حماس قد أعلنت، الجمعة، استعدادها "الكامل والجاد" للدخول الفوري في مفاوضات حول آلية تنفيذ وقف إطلاق النار، ضمن مبادرة ترعاها الولايات المتحدة وتشارك فيها كل من مصر وقطر كوسطاء.
وبحسب مصدرين فلسطينيين مطّلعين على مضمون المباحثات، فإن المقترح الأميركي يتضمن هدنة مدتها 60 يومًا، تطلق خلالها حماس نصف الرهائن الإسرائيليين الأحياء، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. كما تطالب الحركة بضمانات لعدم استئناف القتال خلال المفاوضات، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، واستئناف إدارة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لعمليات توزيع المساعدات.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سيستقبل نتنياهو في البيت الأبيض يوم الإثنين، قال في تصريحات أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية إنه "متفائل جدًا" بإمكان التوصّل إلى اتفاق قريبًا، وأضاف: "قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل". وردًا على إعلان حماس موافقتها على التفاوض، قال ترامب: "هذا جيد... علينا إنجاز ذلك، علينا أن نفعل شيئًا بشأن غزة".
في السياق، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالًا مع الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تم خلاله بحث تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى والرهائن، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
في الداخل الإسرائيلي، جدّد منتدى عائلات الرهائن دعوته المسؤولين للتوصل إلى "اتفاق شامل" لا يستثني أحدًا، وقال المنتدى في بيان: "حان الوقت لإبرام صفقة تُنقذ الجميع من دون انتقائية". وخلال تجمع في تل أبيب، تساءلت ماكابيت ماير، قريبة الرهينتين غالي وزيف بيرمان: "ماذا يعني أن يُنقذ أحد ويبقى الآخر أسيرًا؟".
ميدانيًا، واصل الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته في قطاع غزة، حيث أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل عن استشهاد 42 شخصًا خلال غارات نفذت السبت، في ظل تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية بعد قرابة 21 شهرًا من الحرب. وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض مقذوفين أُطلقا من جنوب القطاع نحو الأراضي الإسرائيلية.
من جهة أخرى، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، عن إصابة موظفَين أميركيَين بجروح في هجوم استهدف مركزًا لتوزيع المساعدات جنوب القطاع. وأوضحت المؤسسة أن "الهجوم نُفّذ بقنابل يدوية ألقاها مهاجمان في ختام عملية توزيع ناجحة تلقى خلالها آلاف الغزيين مساعدات غذائية بأمان"، مضيفة أن المصابين يخضعان للعلاج الطبي وحالتهما مستقرة.
الجيش الإسرائيلي اتهم من وصفهم بـ"الجماعات المسلحة" بمحاولة "تخريب عمليات توزيع المساعدات"، في وقت تبقى فيه إمكانية التحقق من الوقائع بشكل مستقل محدودة بسبب القيود المفروضة على التغطية الإعلامية في القطاع.
ووفق وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول 2023 بلغ 57338 شهيدًا، معظمهم من المدنيين، فيما بلغت حصيلة القتلى في إسرائيل 1219 شخصًا، معظمهم مدنيون، وفق أرقام رسمية جمعتها وكالة فرانس برس.