رعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان حفل تكريم مخاتير بيروت الذي أقامه رجل الأعمال المهندس عبد الله شاهين، بحضور رئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله، رئيس بلدية بيروت المهندس إبراهيم زيدان، وعميد اتحاد الجمعيات البيروتية أمين عيتاني، إلى جانب العديد من الشخصيات.
وفي الحفل، ألقى المهندس شاهين كلمة أشاد فيها بدور المخاتير، واصفًا إياهم بالصوت الصادق وضمير الشارع ووجه الدولة الإنساني في الأحياء، معلنًا عن إطلاق مبادرة لترميم واجهات الأبنية التراثية في بيروت، بالتعاون مع محافظة وبلدية بيروت وبمساعدة المخاتير في تحديد الأبنية ذات الأولوية، للحفاظ على هوية العاصمة المعمارية. كما قدم باسم بيروت وأحيائها ومخاتيرها وعائلاتها وجمعياتها عباءة بيروت للمفتي دريان عربون محبة ووفاء وثقة، وقدم درعًا تكريمية لرئيس رابطة مخاتير بيروت مصباح عيدو.
وألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان كلمة أكد فيها حرصه على أمن لبنان واستقراره، مشددًا على أهمية تطبيق القانون على الجميع وعدم الاستنسابية، ووصف مخاتير بيروت بأنهم مؤتمنون على أهلهم ومسؤولون عن أحيائهم، داعيًا إياهم إلى تحمل المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم. وأضاف دريان أن لبنان بحاجة إلى بناء دولة قوية عادلة، مشيدًا بالتعاون مع سوريا الشقيقة التي أكد أن استقرارها هو استقرار للبنان، داعيًا إلى تعزيز ثقافة المواطنة والعيش المشترك.
في سياق متصل، قام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بزيارة رسمية إلى دمشق برفقة وفد ضم عدداً من كبار العلماء والدعاة من لبنان، بينهم مفتي طرابلس الشيخ محمد طارق إمام، ورئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف، وأمين الفتوى الشيخ أمين الكردي، وعدد من المفتيين وممثلي دار الفتوى. بدأت الزيارة بأداء الصلاة في الجامع الأموي الكبير بدمشق، أحد أهم المعالم الإسلامية والتاريخية في المنطقة، حيث رحب بهم مؤذنو الجامع بأنشودة دينية، وتجوّل الوفد في أروقة المسجد وقرأوا الفاتحة على مقام النبي يحيى ومشهد الإمام الحسين بن علي وضريح صلاح الدين الأيوبي.
ثم التقى دريان والوفد وزير الأوقاف السوري الشيخ الدكتور محمد أبو الخير شكري، بحضور مفتي دمشق وأعضاء مجلس الإفتاء العام وكبار العلماء، حيث تم التأكيد على أهمية التشاور والتعاون والتنسيق بين العلماء السوريين واللبنانيين من أجل تأصيل الهوية ونشر الفكر الإسلامي الوسطي وتعزيز ثقافة المواطنة والعيش المشترك في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
كما قدم دريان درع دار الفتوى عربون محبة وتقدير لوزير الأوقاف، ودعاه إلى زيارة لبنان. وزار الوفد جبل قاسيون، وتوجت الزيارة بلقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب، حيث أكد دريان على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، معبّرًا عن تقدير لبنان لسوريا الشقيقة ودورها المحوري في المنطقة، مشيدًا بصمود الشعب السوري رغم المحن والتحديات، ومؤكدًا على ضرورة استمرار التعاون بين لبنان وسوريا لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
وختم المفتي دريان كلمته بالتأكيد على أهمية دور العلماء في بناء الأمة وتعزيز الروابط العربية الإسلامية، معربًا عن أمله في أن يشهد البلدان مرحلة جديدة من الاستقرار والتقدم.
وفي ختام الزيارة، منح المفتي دريان الرئيس السوري أحمد الشرع وسام دار الفتوى المذهب، تكريمًا لمواقفه الإسلامية والعربية وجهوده في خدمة سوريا، في خطوة تأتي بعد منح الوسام الأول لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون في رمضان الماضي، ما يعكس عمق الروابط بين لبنان وسوريا على المستويين الرسمي والديني.
تُعد هذه الزيارة الأولى لمفتي الجمهورية اللبنانية إلى دمشق منذ توليه منصبه عام 2014، وتعكس حرص الجانبين على تعزيز التعاون والتواصل في المجالات الدينية والثقافية والسياسية.
الـــمــــزيــــــــــد
