اقليمي ودولي

روسيا اليوم
الأحد 06 تموز 2025 - 21:05 روسيا اليوم
روسيا اليوم

"من خلف الشاشات"...هكذا جهّزت اسرائيل لعملية "الأسد الصاعد"!

 "من خلف الشاشات"...هكذا جهّزت اسرائيل لعملية  "الأسد الصاعد"!

قبل نحو شهر من بدء المواجهة مع إيران، استُدعي أربعة جنود من وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى اجتماع طارئ اطّلعوا خلاله على أحد أكثر الأسرار كتمانًا: عملية "الأسد الصاعد".


وفي تقرير نُشر على موقع الجيش الإسرائيلي، أشار إلى أنّ "أسئلة عديدة شغلت بال الإسرائيليين في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 حزيران، مع بدء العملية – ما الأهداف التي استُهدفت في إيران؟ من هم القادة والعلماء الذين تم اغتيالهم؟ وكيف يرتبط كل ذلك بتقدم البرنامج النووي؟".


ووفقًا للتقرير، نشر قسم المتحدث باسم الجيش عشرات المنتجات البصرية بلغات متعددة في اليوم الأول من العملية، ركزت على ما وصفه بـ "تقدّم طهران نحو امتلاك سلاح نووي، وخطة تدمير إسرائيل"، كما وُضّحت خارطة الهجمات التي نفّذها الجيش الإسرائيلي في إيران.


خلف كل مقطع فيديو أو رسم بياني أو نموذج ثلاثي الأبعاد تم بثه، كان يقف أربعة جنود – جنديان وجنديتان – علموا بخطة الهجوم قبل الجميع، وعملوا خلف الكواليس، أو بحسب التقرير، "خلف الشاشات".


تتذكر الجندية "د"، محررة الفيديو، أن كل شيء بدأ قبل نحو شهر من انطلاق العملية، حين اتصل بها قائدها أثناء دوام عادي وأبلغها بوجود تغيير في الخطط، لتجد نفسها خلال ساعة واحدة في غرفة اجتماعات تضم ضباطًا كبارًا وثلاثة من زملائها من قسم الإعلام البصري. هناك، قدموا لها وثيقة "ش.س" (شومير سود – حافظ السر) وطلبوا توقيعها، بما يُلزمها بالسرية التامة.


تقول الرقيبة "ي"، المصممة الغرافيكية: "بعد التوقيع، أبلغونا أن الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم على إيران، وأننا مسؤولون عن إنتاج مرئيات تشرح العملية للإسرائيليين وللخارج".


طوال الأسابيع التالية، تلقّى الفريق كميات ضخمة من المعلومات الاستخباراتية – عروض تقديمية، خرائط، وصور جوية – وحوّلوها إلى رسوم بيانية توضح تسارع تخصيب اليورانيوم، وخرائط متحركة لمواقع الهجمات، ونماذج ثلاثية الأبعاد للمواقع النووية الإيرانية.


الجندي "ي"، مصمم النماذج الثلاثية الأبعاد، أوضح أنّ عدم توفر صور حقيقية للمواقع أجبره على إنشاء رسومات توضيحية استنادًا إلى معلومات تقنية قدمها لهم عالم نووي، ساعدهم على فهم عمل أجهزة الطرد المركزي، ليقوم بإعادة بنائها رقميًا كما وصفها لهم.


طلبت القيادة من الجنود الأربعة إعداد فيديوهات ورسومات تخدم جماهير مختلفة. توضح محررة الفيديو: "المواد المخصصة للجمهور الإسرائيلي هدفت إلى شرح أهداف العملية وتفاصيلها، بينما خُصصت مواد أخرى لتبرير العملية دوليًا، والتأثير في الرأي العام العالمي، فيما ركزت النسخ الموجهة للجمهور العربي والفارسي على تعزيز الردع".


تُذكّر محررة الفيديو بأنّ افتتاحية المقاطع كانت موحدة: طائرة تقلع من إسرائيل، تعبر مئات الكيلومترات باتجاه الهدف في إيران. وكان على الفريق العمل بسرية تامة ودون الاتصال بالإنترنت، ما شكّل تحديًا إضافيًا.


العريف "ت"، مصمم المؤثرات البصرية، أوضح أنه اضطر إلى حفظ تضاريس إيران عن ظهر قلب، إذ لم يكن بوسعه استخدام الإحداثيات أو الخرائط التقليدية، فتعلم تحديد المواقع وتحليل المعطيات اعتمادًا على الوسائل المتاحة داخل القاعدة.


في ليلة 13 حزيران، ومع انطلاق الهجوم الفعلي، بدأت المواد التي أعدّها الفريق تُعرض على قنوات إيرانية وعالمية كـCNN. تقول "د": "رؤية عملنا ينتشر بهذه الطريقة كان شعورًا لا يُوصف... إذا تمكّنا من إقناع شخص واحد بالخارج بخطورة التهديد، فقد أنجزنا مهمتنا".


مع انكشاف السر، تنفس الفريق الصعداء. وتقول المصممة: "لم نكن نملك الحق بمشاركة مشاعرنا مع العائلة أو الأصدقاء خلال فترة التحضير، وبعد انطلاق العملية، فقط استطعنا أن نشرح سبب توترنا".


وتختم: "كنا نعمل كما لو أن العملية ستبدأ غدًا... وبعد ثلاثين ساعة من تلقي الأمر، كانت موادنا قد وصلت إلى كل العالم. حينها فقط فهمنا عظمة اللحظة"، على حد تعبيرها.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة