أفادت مصادر إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر اختيار منطقة تل الشريعة في النقب الشمالي، قرب مدينة رهط، موقعًا لإنشاء مطار دولي جديد، متجاوزًا الخيار السابق في نفاتيم. ويُعتقد أن هذا القرار جاء لتفادي التضارب مع نشاطات الجيش في نفاتيم، التي تضم قاعدة جوية استراتيجية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وقد استمر النقاش حول الموقع الأنسب للمطار الثاني في إسرائيل لسنوات طويلة، حيث يُتوقع أن يخفف هذا المشروع العبء عن مطار بن غوريون ويعزز الربط الجوي مع العالم. بينما كانت منطقة نفاتيم، شرق بئر السبع، الخيار المفضل سابقًا، فإن نتنياهو فضل تل الشريعة لأسباب لم تُكشف بالكامل، لكن مصادر مطلعة رجحت أن الموقع الجديد يسمح بتطوير حضري أوسع ويجنب التداخل مع نشاطات الجيش.
القرار أثار ردود فعل متباينة في النقب؛ حيث رحب بعض رؤساء السلطات المحلية اليهودية بالخطة بوصفها رافعة اقتصادية مهمة للمنطقة، في حين عبّرت جهات من المجتمع البدوي، خاصة في رهط، عن مخاوف من تأثير المشروع على التوسع السكني ومصادرة الأراضي.
يُذكر أن مشروع إقامة مطار دولي في النقب كان قيد الدراسة لأكثر من عقد، لكن خلافات بين الوزارات ومواقف وزارة الدفاع بشأن قاعدة نفاتيم أعاقت اتخاذ قرار نهائي. ومن المتوقع عرض المشروع بصيغته الجديدة على المجلس الوزاري المصغر للبنى التحتية خلال الأسابيع المقبلة، تمهيدًا لبدء التخطيط الرسمي.
وفي حال المصادقة، سيكون هذا أول مطار مدني بهذا الحجم يُبنى في منطقة الجنوب، ما قد يحقق تحولًا نوعيًا في توزيع المرافق القومية ويرسم خريطة اقتصادية جديدة للنقب.