وفي هذا الإطار، يرى النائب السابق مصطفى علوش، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "حزب الله، في حال أعلن تسليم سلاحه، قولًا أو فعلًا، فإن ذلك يعني عمليًا انتهاء دوره كحزب مسلّح، وبالتالي انتفاء وجوده بالصيغة التي تأسس عليها، فمجرد طرح فكرة تحوّله إلى حزب سياسي بحت، يتناقض مع جوهر بنيته، ولهذا السبب، يُرجَّح أن يستمر في المماطلة لتفادي إعطاء انطباع بأنه انتهى".
ويُحذّر علوش من أن "لبنان سيبقى يدفع الثمن نتيجة هذا الواقع، إذ يُضيّع فرصًا كثيرة، وسيبقى يتعرّض لحصار فعلي من قبل إسرائيل، حيث باتت لدينا قناعة بأن إسرائيل رغم كل ما يُقال، لا تسعى فعليًا إلى نزع سلاح حزب الله، لأنها لا تريده أن يدخل في أي تسويات، بل تفضّل استمرار الضغط على لبنان حتى يتم إنهاك الحزب، وبذلك يتم تفكيك لبنان إلى مجموعات سواء سنية أو شيعية أو مسيحية، بحيث تصبح كل طائفة منفصلة عن الأخرى".
ويعتبر أنه "إذا استمر الوضع على هذا النحو، ولم يتمكن لبنان من الحفاظ على سيادته، فقد يُفتح الباب أمام إعادة رسم الخرائط، وهناك، بحسب رأيه، رغبات واضحة، لا سيما لدى بعض القوى المسيحية، بالاتجاه نحو شكل من أشكال التقسيم، وربما بعض القوى السنية كذلك، التي قد تفضّل الذهاب للإنضمام إلى الجمهورية السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، ولذلك فإن المكون الشيعي سيكون الأكثر تضررًا في حال حصل هذا السيناريو، لأنه سيكون محصورًا جغرافيًا وسياسيًا".
ويختم علوش بالإشارة إلى أن "الكلام الذي أُثير مؤخرًا عن ضم مدينة طرابلس إلى سوريا لم يأتِ من فراغ، بل يعكس مناخًا عامًا، قد يكون سلاح حزب الله أحد أبرز مداخله، وسببًا رئيسيًا في الدفع نحو سيناريو التقسيم".