عند لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب إن حركة "حماس" ترغب في التوصّل إلى هدنة، معرباً عن ثقته بأن المحادثات غير المباشرة الجارية في الدوحة بين إسرائيل والحركة قد تؤدي إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وأضاف: "إنهم يريدون اجتماعاً، ويريدون وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أنه لا يرى وجود عائق أمام التوصّل إلى اتفاق.
من جهته، قال نتنياهو إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على إيجاد دول من شأنها أن تمنح الفلسطينيين "مستقبلاً أفضل"، كاشفاً عن اقتراح يتيح لسكان غزة خيار مغادرة القطاع نحو "دول مجاورة"، مضيفاً: "إذا أراد الناس البقاء، فبإمكانهم ذلك، ولكن إذا أرادوا المغادرة، فيجب أن يتمكنوا من المغادرة".
وأشار نتنياهو إلى أن الجهود الأميركية – الإسرائيلية تتركّز حالياً على التوصل إلى تفاهمات مع عدد من الدول المهتمة بمنح الفلسطينيين بدائل، قائلاً: "أعتقد أننا نقترب من إيجاد دول عدّة تسعى لتحقيق ذلك".
وفي ما يتعلق بقيام دولة فلسطينية، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي رفضه التام لإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، مؤكداً أن إسرائيل "ستحتفظ دوماً بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة"، وأضاف: "الآن سيقول البعض إنها ليست دولة، نحن لا نهتم. نحن تعهدنا بعدم تكرار ما حدث".
وشدد نتنياهو على أن إسرائيل تريد السلام مع الفلسطينيين "الذين لا يريدون تدميرها"، معتبراً أن أي دولة فلسطينية مستقلة ستكون "منصة لتدمير إسرائيل"، وقال إن الفلسطينيين يمكنهم حكم أنفسهم ولكن دون امتلاك أي صلاحيات تهدد أمن إسرائيل، مؤكداً أن "السلطة السيادية، مثل الأمن الشامل، ستبقى دائماً في أيدينا".
من جهته، وعند سؤاله عن إمكانية حلّ الدولتين، قال الرئيس الأميركي: "لا أعرف"، وأحال الإجابة إلى نتنياهو، الذي كرر مواقفه المتمسكة بالسيطرة الإسرائيلية الأمنية على كامل الأراضي.
وفي سياق رمزي، أعلن نتنياهو أنه رشح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، وسلمه نسخة عن رسالة الترشيح التي وجهها إلى اللجنة المعنية، وقال: "الرئيس ترامب يُرسي السلام في هذه الأثناء، في بلد تلو الآخر، وفي منطقة تلو الأخرى".
وبحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، كان نتنياهو قد عقد قبل العشاء اجتماعين مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، في "بلير هاوس" مقر الضيافة الرئاسي القريب من البيت الأبيض، ومن المقرر أن يزور نتنياهو الكونغرس الثلاثاء للقاء زعماء مجلسي النواب والشيوخ.
وتأتي هذه الزيارة في خضم محادثات غير مباشرة تُجرى في الدوحة بين مسؤولين إسرائيليين وحركة حماس بوساطة أميركية، بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة ووقف إطلاق النار.
وعلى صعيد الملف الإيراني، أعلن ترامب أنه سيناقش مع نتنياهو آفاق التوصّل إلى "اتفاق دائم" مع إيران، مشيراً إلى رغبته في رفع العقوبات الأميركية الصارمة "في الوقت المناسب"، من أجل إعطاء إيران فرصة لـ"إعادة البناء بطريقة سلمية"، كما قال.
وأكد الرئيس الأميركي أن إدارته ستجتمع مع مسؤولين إيرانيين قريباً، بينما كشف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن اللقاء الأميركي – الإيراني سيُعقد على الأرجح خلال الأسبوع المقبل.
وتُعد هذه ثالث زيارة لنتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى الرئاسة في كانون الثاني الماضي، وتأتي بعد أسابيع من الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع إيرانية دعماً لإسرائيل خلال مواجهة عسكرية استمرت ١٢ يوماً، وانتهت بهدنة رعيت بدعم مباشر من واشنطن.
الـــمــــزيــــــــــد
