ليبانون ديبايت
لم يقدم الموفد الأميركي توم برّاك في بيروت أمس الصورة التي كان يتوقعها اللبنانيون أو السياسيون، بل عاكس كل السيناريوهات التشاؤمية، وخرج من اللقاء الأول مع رئيس الجمهورية جوزف عون في قصر بعبدا، متحدثاً بأسلوب مرنٍ، حتى أنه أشاد ورحب بسرعة الردّ اللبناني على الورقة الأميركية حول تنفيذ وقف إطلاق النار وتحديداً البند المتعلق بحرية السلاح بيد الدولة في لبنان، فترك الباب مفتوحاً من أجل تذليل العقد في هذا الملف وترتيب الأوضاع، بعد منح لبنان فترةً إضافية من الوقت من دون أن يحدد مهلةً زمنية.
لكن ما بين سطور كلام برّاك وابتسامته العريضة، تقرأ مصادر دبلوماسية، عدداً من الرموز والإشارات التي لا تُنبىء بأجواء تميل إلى الإيجابية على مستوى المرحلة المقبلة، خصوصاً وأنه ألقى المسؤولية على الدولة اللبنانية في "حلّ مشكلة سلاح حزب الله"، مؤكداً امتناع الولايات المتحدة عن التدخل في شأن داخلي.
وتؤكد المصادر الدبلوماسية ل"ليبانون ديبايت"، أن الموفد الأميركي حمل من الرؤساء الثلاثة رسالة الردّ اللبنانية، وقاربها بجدية وارتياح مقترحاً إعطاء مهلة من الزمن لكي يقوم لبنان بتنفيذ مضمونها في المرحلة المقبلة، ومن دون أن يكشف عن الموقف التالي لواشنطن بالنسبة لمرحلة ما بعد تنفيذ أو عدم تنفيذ ما التزم به الرؤساء في رسالتهم.
لكن الأبرز في خطاب برّاك، كما تجد المصادر، هو الإشارة إلى أن الإدارة الأميركية تفهمت الرغبة اللبنانية بشراء الوقت، لذلك فهي ستراقب كيفية نهوض الدولة اللبنانية بمسؤولياتها، وهي ستمنح لبنان بعض الوقت لإنجاز هذه المهمة، لأنها تريد الإستقرار وليس حرباً ثانية.
وعن الإحتمالات المرتقبة في حال عدم التنفيذ، تجيب المصادر الدبلوماسية أن الإدارة الأميركية تميل إلى الحلول السياسية وإن كانت تتفق في الوقت نفسه مع إسرائيل على خيار العمليات العسكرية وفق الإيقاع السائد منذ 27 تشرين الثاني الماضي، وذلك للضغط من أجل الحل.
أمّا الأخطر في ما قرأته المصادر الدبلوماسية في كلام برّاك فهو التلويح بأن لبنان قد "يُترك في الصفوف الخلفية إن لم يتحرك إلى الأمام، وسيبقى وراء دول المنطقة التي تسير بالسرعة القصوى".
الـــمــــزيــــــــــد
