كشف الفلسطيني ياسر أبو شباب، قائد مجموعة مسلحة تُعرف باسم "القوات الشعبية" في جنوب قطاع غزة، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بعلاقته بالسلطة الفلسطينية وتنسيقه مع الجيش الإسرائيلي، مؤكداً استمراره في "محاربة حركة حماس حتى آخر عنصر"، حتى في حال إعلان هدنة في القطاع.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الإثنين، زعم أبو شباب أن مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الشيخ محمود الهباش، كان أول من دعمه "فكرياً ولوجستيًا"، مضيفًا: "منذ البداية، كنت على تواصل مع السلطة الفلسطينية وتلقيت منها دعماً".
ورغم تمركز مجموعته المسلحة في منطقة رفح الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي الكاملة، حاول أبو شباب نفي الارتباط الميداني المباشر بإسرائيل، قائلاً: "لا نعمل مع الجيش الإسرائيلي بل مع السلطة"، لكنه عاد وأقر بأنه "يُبلغ الجيش الإسرائيلي بالعمليات التي ينفذها فقط من باب التنسيق"، بحسب قوله.
وفي تصريحات أخرى لـ"هيئة البث الإسرائيلي" (كان)، الأحد، اعترف أبو شباب بأن مجموعته تتلقى "دعماً لوجستياً ومالياً من جهات عدة" لم يسمّها، مؤكداً تنسيق تحركاته مع الجيش الإسرائيلي.
وفي حديثه لـ"يديعوت"، قال أبو شباب إن "نهاية حركة حماس باتت قريبة"، مؤيدًا اتفاق وقف إطلاق النار لكنه اشترط استمرار "العمليات ضد حماس"، قائلاً: "لن أغادر القطاع وسأواصل القتال حتى النهاية". وأشار إلى أن هدفه يتمثل بـ"عودة الأسرى الإسرائيليين، وعودة الأبرياء إلى عائلاتهم"، على حد تعبيره.
وأصرّ أبو شباب على تسمية مجموعته بـ"قوة لمكافحة الإرهاب"، مشيرًا إلى أن "حماس وصفته بالخائن والإرهابي وعضو داعش، في محاولات لإبعاده عن الناس، لكن تلك المحاولات فشلت"، بحسب وصفه.
من جهتها، أمهلت حركة حماس والفصائل المتحالفة معها، أبو شباب حتى 12 حزيران لتسليم نفسه للجهات المختصة، متهمةً إياه بـ"الخيانة والتخابر مع العدو، وتشكيل عصابة مسلحة، والعصيان المسلح".
كما أكدت تقارير إسرائيلية أن حكومة تل أبيب سلّحت بالفعل عناصر "القوات الشعبية" ببنادق كلاشينكوف، استنادًا إلى قرار صادر عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبموافقة من جهاز الشاباك، ومن دون علم المجلس الوزاري المصغّر.
ووفق هيئة البث الإسرائيلي، فإن حكومة نتنياهو تنوي تكرار "نموذج أبو شباب" في مناطق وسط وشمال القطاع خلال المرحلة المقبلة، ضمن خطة دعم مجموعات محلية مسلّحة لمواجهة حماس وتقويض نفوذها الميداني.