كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن تحضيرات جارية لعقد لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع، في العاصمة الأميركية واشنطن، وسط ترجيحات بأن يتوج اللقاء باتفاق أمني برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب قناة "24" الإسرائيلية، فإن اللقاء قد يسبق انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول المقبل، وهو ما عدّته القناة "خطوة أولى نحو اتفاق سلام وتطبيع شامل بين إسرائيل وسوريا"، في إطار هندسة سياسية جديدة يقودها ترامب في المنطقة.
وأشارت القناة إلى أن الاتفاقية الأمنية المتوقع توقيعها في البيت الأبيض، تهدف إلى وضع إطار تفاهم أمني، يفتح الطريق أمام ترتيبات سياسية واقتصادية أوسع في المرحلة التالية.
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصادر قريبة من البيت الأبيض أن مبعوثاً أميركياً رفيعاً توجّه مؤخراً إلى العاصمة السورية دمشق، بهدف استكمال ترتيبات الاتفاق مع الجانب السوري، مؤكدة أن المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة، وقد تُتوَّج بإعلان رسمي خلال أيام.
وأضافت الصحيفة أن إدارة ترامب تعرض على نتنياهو "مقايضة استراتيجية" تقضي بالموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس في غزة، مقابل توقيع اتفاق مع سوريا يعيد رسم التوازنات الإقليمية.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أقرّ، في أيار الماضي، بوجود محادثات غير مباشرة بين دمشق وتل أبيب عبر وسطاء لم يسمّهم، مؤكداً أن بلاده "منفتحة على الحلول الواقعية التي تحفظ السيادة والمصالح الوطنية"، في إشارة ضمنية إلى احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل ضمن شروط محددة.
في هذا السياق، اعتبر الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، الدكتور سمير التقي، أن المؤشرات الإسرائيلية حول هذا اللقاء "لا يمكن أن تكون من دون أساس واقعي". وقال التقي في حديث إلى "سكاي نيوز عربية": "الإسرائيليون لا يبنون التفاؤل على فراغ، ويبدو أنهم يحصلون على تعهدات ملموسة".
وأضاف: "على دمشق أن تخرج من دائرة الغموض، لأن الصمت يُفسَّر على أنه قبول ضمني، ويثير تساؤلات كبرى حول مستقبل سوريا وموقعها في الترتيب الإقليمي الجديد"، مشيراً إلى أن المسألة لم تعد أمنية فقط، بل تتعلّق "بإغلاق ملف النزاع السوري – الإسرائيلي على المدى الطويل".