أفادت مصادر مطّلعة، اليوم الأربعاء، أن وفداً قطرياً زار البيت الأبيض وأجرى محادثات معمّقة استمرت عدة ساعات مع كبار المسؤولين الأميركيين، وفقاً لما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري، وذلك بالتوازي مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث عقد اجتماعه الثاني مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال أقل من 24 ساعة.
ووفق "أكسيوس"، فقد تم اللقاء بين الوفد القطري ومسؤولي البيت الأبيض قبل وصول نتنياهو، وشمل نقاشات بشأن ملف غزة والمفاوضات الجارية حول اتفاق وقف إطلاق النار. ويُنظر إلى هذا التزامن في اللقاءات كجزء من جهود أميركية مكثفة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الفاعلة في الأزمة.
وفي ما يتعلق بلقاء ترامب ونتنياهو، فقد استمر الاجتماع الثاني بين الجانبين نحو 90 دقيقة في البيت الأبيض، من دون الكشف عن تفاصيل دقيقة، لكن تصريحات صدرت عن الطرفين أوضحت بعض ملامحه. إذ أعلن ترامب، قبيل الاجتماع، أن كلاً من واشنطن وتل أبيب تسعيان إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قائلاً إنه "يعتقد أن حماس ترغب في ذلك أيضاً".
من جهته، صرّح نتنياهو أن اللقاء مع ترامب تناول "تحرير الرهائن المحتجزين في غزة" وركّز على "القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس"، مشدداً على أن هذا الهدف لا يزال أساسياً في أي تسوية مطروحة.
ويأتي هذا الحراك السياسي بينما تتواصل المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة قطر ومصر والولايات المتحدة كوسطاء. وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن "التوصل إلى اتفاق لا يزال يتطلب وقتاً"، مضيفاً: "لا يمكن تحديد إطار زمني حالياً، لكن الاجتماعات مستمرة".
وبحسب تقارير متقاطعة، فإن الجولة الحالية من التفاوض، التي انطلقت مساء الأحد، تستند إلى مقترح أميركي جديد صاغه المبعوث ستيف ويتكوف، ويشمل مراحل متدرجة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمساعدات. ونقل مسؤول إسرائيلي مرافق لنتنياهو أن "الاقتراح الجديد يعكس بنسبة 80 إلى 90% ما تريده إسرائيل"، ما يشير إلى اقتراب نسبي في المواقف، رغم تعثر بعض النقاط الجوهرية.