المحلية

حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت
الأربعاء 09 تموز 2025 - 10:27 ليبانون ديبايت
حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت

أزمة تخرج عن السيطرة في طرابلس... وصرخة مدوّية: أنقذوا ما تبقّى من المدينة!

أزمة تخرج عن السيطرة في طرابلس... وصرخة مدوّية: أنقذوا ما تبقّى من المدينة!

"ليبانون ديبايت" - حسن عجمي

تعيش مدينة طرابلس، وتحديدًا منطقة القبة، على وقع كارثة بيئية تتفاقم يومًا بعد يوم، وسط عجز الجهات المعنية عن ضبط المشهد الآخذ في التدهور، في ظل استياء شعبي بلغ ذروته مع تكدّس النفايات في الأزقة والشوارع والأرصفة. مشهدٌ بات مألوفًا لدى البعض، وكأن المدينة خرجت من دائرة الاهتمام، بيئيًا وصحيًا وخدماتيًا.

ما يضاعف خطورة الوضع أن الأزمة هذه المرة لا ترتبط بتراكم نفايات قادمة من مناطق مجاورة، ولا هي نتيجة خلل مؤقت في آليات الجمع، بل تعود إلى سلوكيات يومية خاطئة يمارسها بعض السكان من دون أي رادع قانوني أو وعي مجتمعي، ما يُهدد السلامة العامة ويشوّه وجه المدينة التي لطالما شكّلت قلب الشمال النابض.

أكياس تتناثر أمام المدارس… والنفايات "محلية الصنع"


لا حاجة للبحث عن مصدر خارجي للنفايات التي تغزو أحياء القبة. فبحسب ما يرويه "أبو أحمد"، أحد أبناء الحي، لـ"ليبانون ديبايت"، فإنّ "الكارثة من داخلنا. بعض الأهالي يرمون النفايات من نوافذ منازلهم أو يضعونها أمام المساجد والمدارس، وكأن الشارع لا يعنيهم، وكأن النظافة مسؤولية جهة مجهولة".


ويضيف، بنبرة تجمع بين الحسرة والغضب: "نعيش وسط روائح مقرفة، وذباب لا يغيب عن بيوتنا، ونفايات تُرمى تحت السيارات وعلى المفارق. واللافت أن بعض الأكوام تُرمى قرب مدارس يرتادها أطفال لا حول لهم ولا قوة".


في محيط الأبنية القديمة، تنتشر الأكياس الممزقة، فتتحوّل إلى بؤر للحشرات والجرذان، في ظل غياب شبه تام لأي إجراء رادع، ما يجعل الأزمة تتكرّر بوتيرة يومية من دون معالجة فعلية أو محاسبة للمخالفين.


شركات التنظيف تعمل… لكن الوعي غائب


ورغم محاولات شركات التنظيف رفع النفايات وتنظيف الطرقات، إلا أن جهودها غالبًا ما تصطدم بحجم التلوّث وسرعة تجدّد المكبّات العشوائية التي يُساهم السكان أنفسهم في تشكيلها.


ويؤكد مصدر في بلدية طرابلس لـ"ليبانون ديبايت" أن "البلدية لا تملك عصًا سحرية، والعمل البلدي محكوم بإمكانات محدودة. لكن من دون تعاون مجتمعي، وتفعيل دور الرقابة، ومحاسبة المخالفين، ستبقى الأزمة بلا حلول".


ويشدّد المصدر على أن المعالجة تبدأ بتغيير السلوك الفردي والجمعي، وفرض قوانين صارمة على كل من يخالف شروط النظافة العامة، خصوصًا في مناطق مكتظة كمنطقة القبة.


نداء من الأهالي: "أنقذوا ما تبقّى من طرابلس"


وأمام هذا الواقع المتدهور، وجّه عدد من أبناء القبة عبر "ليبانون ديبايت" نداءً عاجلًا إلى بلدية طرابلس، والفعاليات السياسية والدينية والاجتماعية، دعوا فيه إلى إطلاق حملة توعية شاملة تشمل المدارس، المساجد، ووسائل الإعلام، لتثقيف الناس بخطورة ما يجري، قبل الوصول إلى انهيار بيئي وصحي شامل.


وقالوا: "القمامة ليست مجرد مشهد مزعج، بل مصدر أمراض وسموم في الهواء، وهي انعكاس لانهيار أوسع في القيم والمسؤولية. لا نريد لطرابلس أن تكون مكبّاً لأهلها قبل أن تكون مكبّاً منسيًا من الدولة".


وطالب الأهالي بتكثيف حملات التوعية والمراقبة، وتخصيص شرطة بلدية في الشوارع، وفرض غرامات مالية رادعة بحق كل من يُضبط وهو يلوّث الطرقات أو يتخلص من النفايات بشكل عشوائي.


في الخلاصة، الأزمة في طرابلس لا تقتصر على ملف النفايات، بل تعكس انهيارًا أعمق يطاول منظومة القيم، والرقابة، والإدارة العامة. وإذا لم يتحرّك الجميع بجدية، فإن المشهد المأساوي في القبة قد يتحوّل إلى القاعدة لا الاستثناء، وتغرق المدينة أكثر فأكثر… في القمامة، والتراخي، والصمت.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة