قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، إن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يشمل إعادة نصف الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ستشارك على الأرجح في توزيع المساعدات خلال فترة الهدنة.
وفي تصريحاته لقناة "فوكس بيزنس"، شدد نتنياهو على أن "إسرائيل لن تتخلى عن نظام توزيع المساعدات بعيداً عن حماس"، في إشارة إلى استمرار القيود على آليات إيصال الدعم الإنساني إلى القطاع.
وفي الموازاة، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن "إسرائيل جادة في السعي لوقف إطلاق نار دائم في غزة"، معتبراً أن ذلك "أمر ممكن تحقيقه"، وأضاف: "سنفاوض على وقف دائم إذا تم التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة أولاً".
وفي سياق متصل، أفاد مصدر مطّلع بأن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أوصل رسالة إلى حركة حماس عبر رجل الأعمال الأميركي من أصل فلسطيني، بشارة بحبح، تتضمن تعهّدًا بأن وقف إطلاق النار سيستمر بعد انتهاء فترة الـ60 يوماً، إذا استمرت المفاوضات، مشيراً إلى التزام إدارة الرئيس دونالد ترامب بذلك، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي.
وأوضح ويتكوف في وقت سابق أن إسرائيل وحماس نجحتا في تجاوز ثلاث من أصل أربع نقاط خلافية خلال محادثات غير مباشرة جرت في العاصمة القطرية الدوحة، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع الجاري.
وبحسب "أكسيوس"، يتمثل الخلاف الأساسي المتبقي في مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. إذ تطالب حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى مواقعها قبل انهيار الهدنة السابقة في آذار الماضي، في حين ترفض إسرائيل هذا الطرح.
ورغم ذلك، تم الاتفاق على أن تتولى الأمم المتحدة أو منظمات دولية غير تابعة لإسرائيل أو حماس مسؤولية إيصال المساعدات في المناطق التي ستنسحب منها القوات الإسرائيلية، ما يعني تقليص دور "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا.
وتطالب حماس بضمانات واضحة لانسحاب إسرائيل، وعدم استئناف العمليات العسكرية خلال فترة التفاوض، إلى جانب العودة إلى آلية توزيع المساعدات القديمة بإشراف الأمم المتحدة.
وتأتي هذه التطورات في سياق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت مساء الأحد في العاصمة القطرية، بهدف التوصل إلى هدنة تستمر لمدة شهرين، تفرج خلالها حماس عن 10 محتجزين أحياء من الذين اقتيدوا إلى غزة خلال هجوم السابع من تشرين الأول 2023.
في المقابل، يُفترض أن تطلق إسرائيل سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين، بحسب مصدرين فلسطينيين مطّلعين تحدثا لوكالة "فرانس برس".
ومن أصل 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم "السابع من تشرين"، لا يزال 49 شخصًا في غزة، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل مقتلهم، في حين يُعتقد أن 20 آخرين لا يزالون على قيد الحياة.