في ظلّ الزخم الدبلوماسي المتصاعد بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل مستعدة للانخراط في مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، شرط أن يتم التوصل أولًا إلى وقف مؤقت للقتال.
وخلال زيارته إلى العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، قال ساعر إن "إسرائيل جادّة في جهودها للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، وهو أمر يمكن تحقيقه"، مضيفاً: "إذا نجحنا في تحقيق هدنة مؤقتة، فسنتقدم نحو وقف دائم للأعمال القتالية".
ويأتي هذا الموقف في سياق المبادرة التي يجري التفاوض حولها منذ أسابيع، والتي تقضي بوقف الحرب لمدة 60 يوماً، مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على مراحل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من القطاع، بالتوازي مع بدء محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.
وفي وقت سابق، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتماعه الأخير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ركّز على ملف الرهائن المحتجزين في غزة، مشدداً على أن "إسرائيل" عازمة على القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها نتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ عودة ترامب إلى الرئاسة في 20 كانون الثاني. وقد التقى الزعيمان مرتين خلال 48 ساعة، في إشارة واضحة إلى تسارع الجهود الأميركية لبلورة اتفاق قابل للتنفيذ.
وفي السياق ذاته، أكّد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن "إسرائيل" و"حماس" باتتا قريبتين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بعد مرور 21 شهراً على اندلاع الحرب. وأضاف أن المفاوضات لا تزال تتقدّم، رغم بقاء بعض النقاط العالقة.
ويواصل البيت الأبيض الدفع نحو صيغة وسط تتيح إنهاء العمليات العسكرية من دون التراجع عن "أهداف إسرائيل الأمنية"، مع الحفاظ على شروط إنسانية تضمن إدخال المساعدات إلى القطاع وضمان حماية المدنيين.