أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة جدل بعد أن وجّه سؤالاً لرئيس ليبيريا، جوزيف بواكاي، عن فصاحته في اللغة الإنكليزية، خلال مأدبة غداء رسمية جمعته بخمسة من قادة الدول الإفريقية في البيت الأبيض.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب، وأثناء اللقاء في قاعة الطعام الرسمية، عبّر عن إعجابه بطريقة تحدث بواكاي قائلاً: "إنك تتحدث إنكليزية ممتازة"، ثم تابع بسؤال لافت: "من أين تعلمت التحدث بهذه الفصاحة؟ أين تلقيت تعليمك؟"، وحين أجاب بواكاي بإيجاز، قال ترامب: "في ليبيريا؟ هذا مثير للاهتمام. لغتك رائعة. لديّ أشخاص على هذه الطاولة لا يتحدثون بنفس هذا المستوى"، ما أثار ضحكاً بين بعض الحاضرين.
وتُعد اللغة الإنكليزية اللغة الرسمية في ليبيريا، التي تأسست عام 1847 بدعم من الجمعية الأميركية للاستعمار، بهدف إعادة توطين الأميركيين السود الأحرار في إفريقيا، وقد استُلهم دستورها من إعلان الاستقلال الأميركي، ما جعل العلاقة بين البلدين عميقة وذات طابع تاريخي.
تصريحات ترامب أثارت ردود فعل غاضبة، إذ رأت النائبة الديمقراطية عن ولاية تكساس، ياسمين كروكيت، أن سؤال ترامب يكشف "جهلًا بالغًا"، وعلّقت عبر وسائل التواصل قائلة: "الإهانة العلنية ليست وسيلة لممارسة الدبلوماسية".
بدورها، وصفت ميشيل غافين، المستشارة السابقة في مجلس الأمن القومي الأميركي والمديرة السابقة للشؤون الإفريقية، كلام ترامب بـ"المحرج"، معتبرة أنه يعكس غياب التحضير الكافي، وإن كانت لا ترى أن الحادثة ستُعطّل العلاقات بين البلدين.
في المقابل، دافع مسؤولون أميركيون عن الرئيس، مؤكدين أن نيّته كانت الإطراء لا الإساءة. وقال مسعد بولوس، مستشار وزارة الخارجية لشؤون إفريقيا ووالد زوج ابنة ترامب، إن "الرئيس كان يثني على مهارات بواكاي، وكان الجو إيجابياً، والجميع قدّروا حضوره واهتمامه".
كما أصدرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، بياناً قالت فيه: "فقط الأخبار الكاذبة يمكن أن تُحرّف بهذا الشكل المحزن مجاملة الرئيس ترامب الصادقة، خلال لحظة تاريخية في العلاقات الأميركية - الإفريقية".