علم، وفي حديث لـ"ليبانون ديبايت"، يشير إلى أن "من الصعب الحديث اليوم عن تفاؤل واضح، كما لا يمكن القول إن الصورة قاتمة بالكامل، مشيرًا إلى أن كلام باراك تضمّن في ظاهره نبرة إيجابية، إلا أنه حمل في طيّاته رسائل مشددة، أبرزها التأكيد على ضرورة أن تُثبت الدولة اللبنانية أنها دولة فعلية عبر تنفيذ ما تعهّدت به، لا سيّما في ما يتعلق بحصرية السلاح".
ويشير إلى أنه "من الضروري قراءة المشهد من زاويتين أساسيتين، الأولى، تتعلق بما يدور بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الشأن الإقليمي، بما يشمل الملف اللبناني، فبين الرجلين ثلاثة لقاءات عُقدت في الفترة الأخيرة، ورغم أن غزة كانت العنوان العريض، إلا أن تأثير إيران والملفات المرتبطة بها كان واضحًا، ما يفرض التوقف عند الموقفين الأميركي والإسرائيلي من الورقة التي سلّمها لبنان إلى باراك".
ويرى علم أن "ما صدر عن وزارة الخارجية الأميركية يعيد تأكيد ضرورة حصر السلاح كشرط مبدئي قبل الانتقال إلى بنود أخرى مثل الإصلاحات والدعم الاقتصادي، لكنه يلفت إلى نقطة اعتبرها جوهرية لم تلقَ التركيز الكافي في الإعلام، وهي أن باراك بدا وكأنه يفتح الباب تدريجيًا لمسار تطبيعي، من خلال دعوته إلى مراقبة ما يجري في سوريا ومتابعة التغيرات الحاصلة في المنطقة".
وعن طبيعة الدور الأميركي، يرى علم أن "لا وجود حاليًا لآلية واضحة من واشنطن، كما كانت الحال في فترة الوسيط آموس هوكستين الذي كان يتنقل بين بيروت وتل أبيب في مفاوضات مكوكية تهدف إلى تثبيت أو تعديل اتفاقات وقف إطلاق النار، وعليه، فإن الوضع الراهن يبدو رماديًا، والمشهد ضبابي إلى حد بعيد".
ويلفت إلى أن "باراك قد يعود إلى لبنان خلال الأسبوعين المقبلين أو مع نهاية الشهر الجاري، إما للبحث في صيغة تفاهم معينة، أو لاختبار مدى التزام الحكومة اللبنانية بالبنود التي طُرحت، وعلى رأسها مسألة السلاح غير الشرعي".
ويختم علم مشدّدًا على أن "البلاد اليوم أمام مفترقين أساسيين، الأول يتمثل بما يجري خلف الكواليس بين ترامب ونتنياهو بشأن لبنان، والثاني، يرتبط بمدى جدية التحرك الأميركي لمساعدة الحكومة اللبنانية على تثبيت وقف إطلاق النار والدخول في مسار أكثر استقرارًا".